كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 135 """"""
فتحه ، على خيل البريد ، فوصل إليها عند رحيل السلطان إلى الديار المصرية ، وذلك في يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رجب . وكان وصوله إلى قلعة الجبل ، في يوم الإثنين تاسع شعبان ، ودخل من باب النصر وخرج من باب زويلة .
ذكر فتح بيروت
لما توجه السلطان إلى الديار المصرية ، أمر الأمير علم الدين سنجر الشجاعي ، أن يتوجه إليها ، فتوجه وافتتحها في يوم الأحد ثالث عشرين شهر رجب . وذلك أن الأمير علم الدين سنجر وصل إليها ؛ وكانت داخلة في الطاعة ، فتلقاه أهلها وأنزلوه بقلعتها . فأمرها أن ينقلوا أولادهم وحريمهم وأثقالهم إلى قلعتها ، ففعلوا ذلك ، وظنوه شفقة عليهم . فلما صاروا بالقلعة ، قبض على الرجال ، وقيدهم وألقاهم في الخندق ، وملك البلد . وعاد الأمير علم الدين إلى دمشق ، فوصل إليها ، في يوم الجمعة سابع عشرين شهر رمضان من السنة . ولم يبق بالساحل أجمع ، من الفرنج أحد ، وخلا الساحل بجملته منهم . ولم يتأخر بالبلاد الشامية غير فلاحيها النصارى ، وهم داخلون في الذمة ، يؤدون الجزية .
ولما فتح السلطان هذا الفتح ، أوقف منه ضياعاً على تربة والده السلطان الملك المنصور ، وهي : الكابرة من عكا ، وتل المفتوح منها ، وكردانه وضواحيها منها . ومن ساحل صور معركه ، وصريفين . وأوقف على تربته ضياعاً ، وهي قرية الفرج من عكا ، وقرية شفر عمر منها ، وقرية الحمراء منها ، وقرية طبرنية من ساحل صور .
ذكر إنقاذ ولدي السلطان الملك الظاهر ووالدتهما إلى بلاد الأشكري
وفي هذه السنة ، أمر السلطان بإخراج ولدي السلطان الملك الظاهر ركن الدين

الصفحة 135