كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 136 """"""
بيبرس ، وهما الملك المسعود نجم الدين خضر ، والملك العادل بدر الدين سلامش ، من الاعتقال ، وجهزهما ووالدتهما إلى ثغر الاسكندرية ، صحبة الأمير عز الدين أيبك الموصلي ، أستاذ الدار العالية . فتوجه بهم ، وسفّرهم منها إلى البحر المالح ، إلى القسطنطينية . فلما وصلاها ، أحسن الأشكري إليهما ، وأجرى عليهما ما يقوم بهما وبمن معهما . فاتفقت وفاة الملك العادل بدر الدين سلامش هنا ، فصيبّرته والده بالصبرة ، وجعلته في تابوت ، ولم تدفنه إلى أن عادت به إلى الديار المصرية ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر الإفراج عن الأمير بدر الدين بيسري الشمسي وغيره من الأمراء
وفي هذه السنة ، في يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان ، أمر السلطان بالإفراج عن الأمير بدر الدين بيسري الشمسي الصالحي النجمي . وكان السلطان الملك المنصور ، قد اعتقله في أوائل دولته ، كما تقدم ذكر ذلك ، فأفرج السلطان عنه الآن . وكُتب له إفراج شريف سلطاني ، ونسخته بعد البسملة : الحمد لله على نعمه الكاملة ، ومراحمه الشاملة ، وعواطفه التي أضحت بها بدور الإسلام بازغة غير آفلة ، ومواهبه التي تجول وتجود وتحيي رميم الآمال في يومها بعد رمسها بأمسها ، في أضيق اللحود ، ويقرّ لها بالفضل كل جحوده .
أحمده حمداً يعيد سالف النعم ، ويفيد آنف الكرم الذي خص وعم . ونشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، شهادة نؤدي حقوقها ونجتنب عقوقها . ونشهد أن محمداً عبده ورسوله ، المبعوث بمكارم الأخلاق ، والموصوف بالعلم والحلم على الإطلاق ، صلاة لاتزال عقودها حسنة الأنساق ، ونسلم تسليماً كثيراً .
وبعد ، فإن أحق من عومل بالجميل ، وبلغ من مكارم هذه الدولة القاهرة ، الرجا والتأميل ، من إذا ذكرت أبطال الإسلام ، كان أول مذكور . وإذا وصفت الشجعان ، كان إمام صف كل شجاع مشهور . وإذا تزينت سماء الملك بالنجم ، كان بدرها المنير . وإذا اجتمع ذوو الآراء على امتثال أمر ، كان خير مشير ، وإذا عدت أوصاف أولي الأمر كان