كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 137 """"""
أكبر أمير . كما تجمّلت المواكب بحلوله بأعلى قدر ، وتزينت المراتب منه بأبهى بدر . وهو المقر الأشرف العالي المولوي الأميري الكبيري - وذكر ألقابه ، فقال - البدري بيسري الشمسي الصالحي النجمي الملكي الأشرفي . فهو الموصوف بهذه الأوصاف والمدح ، والمعروف بهذه المكارم والمنح .
فلذلك ، اقتضى حسن الرأي الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الأشرفي الصلاحي ، لازالت الكُرب في أيامه تُكشَف ، والبدور تكتسي في دولته الغراء ، إشراقاً ولا تخسف ، أن يفرج عنه في هذه الساعة ، من غير تأخير ، ويمثل بين يدي المقام الأعظم السلطاني بلا استئذان نائب ولا وزير ، إن شاء الله تعالى . وجعل هذا الإفراج في كيس أطلس أصفر ، وختم عليه بخاتم السلطان ، وتوجه به إلى باب الجب ، الأمير بدر الدين بيدرا ، والأمير زين الدين كتبغا ، وجماعة من أكابر الأمراء . وأخرج الأمير بدر الدين من الجب ، وقرئ عليه هذا الإفراج ، ورسم بكسر قيده ، وأحضر له التشريف السلطاني . فقال بيسري : لا يفك القيد من رجلي ، ولا ألهس التشريف ، إلا بعد أن أتمثل بين يدي السلطان ، وصمم على ذلك . فأُعلِم السلطان بذلك ، فرسم بفك قيده ، وأن يُحضَر إلى بين يدي السلطان بملبوسه ، الذي كان عليه في الجب . فحضر إلى بين يدي السلطان ، فانتصب له قائماً . وتلقاه وأكره ، وألبسه التشريف ، وأجلسه إلى جانبه ، وأنعم عليه بالأموال والأقمشة ، وأمّره لوقته ، بمائة فارس ، وأقطعه إقطاعاً وافراً ، من جملته منية بني حصيب ، دريستا ، بالجوالي