كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 140 """"""
العباس أحمد ، وأن يخطب للناس بجامع القلعة ، ويذكر السلطان في خطبته . فخطب في رابع عشرين شوال ، وعليه شعار بني العباس ، وهو متقلد سيفاً . فلما فرغ من الخطبة ، لم يصلّ بالناس . وقدم قاضي القضاة بدر الدين ، فصلى بهم صلاة الجماعة . واستمر يخطب بالقلعة ، واستناب عنه بجامع الأزهر القاضي صدر الدين عبد البر ابن قاضي القضاة تقي الدين بن رزين .
وفيها ، في ليلة الإثنين ، رابع ذي القعدة أمر السلطان باجتماع القضاة والفقهاء والأعيان والقراء ، بتربة والده السلطان الملك المنصور ، فاجتمعوا . وبات نائب السلطنة والوزير بالقبة المنصورية في تلك الليلة . فلما كان وقت السحر ، من يوم الجمعة ، وحضر السلطان والخليفة إلى التربة ، والخليفة لابس السواد ، وخطب الخليفة خطبة بليغة . حرض فيها على أخذ العراق ، وكان يوماً مشهوداً . وتصدق السلطان بصدقات وافرة ، وعاد هو والخليفة إلى قلعة الجبل .
وكتب السلطان إلى دمشق أن يُعمل مهم ، مثل ما عمل بالقبة المنصورية . فاهتم الأمير علم الدين الشجاعي نائب السلطنة بدمشق بذلك . وجمع الناس له في ليلة الإثنين ، حادي عشر الشهر ، بالميدان الأخضر ، أمام القصر الأبلق . واجتمع الناس لتلاوة القرآن ، من ظهر يوم الأحد إلى نصف الليل ، من ليلة الإثنين ، ثم تكلم الوعاظ ، وانصرف الناس في بكرة النهار .
ذكر متجددات كانت بدمشق
في هذه السنة ، في شوال شرع الأمير علم الدين الشجاعي ، نائب السلطنة بدمشق ، في عمارة آدر بقلعتها اقترحها السلطان عليه . واهتم بذلك ، وطلب الرخام من سائر