كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 141 """"""
الجهات . وكملت عمارة ذلك ، في آخر سنى إحدى وتسعين .
وفيها ، في تاسع شوال ، أمر السلطان الملك الأشرف بالقبض على الأمير سيف الدين قرارسلان ، وجمال الدين أقوش الأفرم المنصوريين ، فقبض عليهما الأمير علم الدين الشجاعي واعتقلهما بالقلعة . وأقطع السلطان إقطاعيهما للأميرين عز الدين أزدمر العلائي ، وشمس الدين سنقر المسّاح .
وفيها ، في ثاني شوال ، أمر الأمير علم الدين الشجاعي ، بإخراب ما على جسر الزلابية بدمشق ، من الحوانيت ، وبإخراب جميع ما هو مبني على نهر بانياس ونهر المجدول من تحت القلعة ، إلى باب الميدان الأخضر ، والى الخانقاه ، فأخربت المسايح ودار الصناعة ، وبيوت ومساكن وخانات ودار الضيافة ، وحمام كان بني للملك السعيد ، والمسايح على نهر بردى ، والسقاية التي تعرف بالعجمي ، وسقاية أرجواش ، ولم يبق غير المساجد .
وفيها ، في يوم الخميس ، ثالث عشر ذي الحجة ، زاد الأمير علم الدين الشجاعي في الميدان الأخضر الصغير ، الذي فيه القصر الأبلق ، مقدار سدسه من جهة الشمال إلى قريب النهر ، حتى صار بين حائط الميدان والنهر مقدار ذراع ونصف ذراع بالعمل . وقسم الحيطان على الأمراء والأجناد وبعض عوام البلد . وعمل هو بنفسه ومماليكه ، فلم يوفر أحد نفسه من العمل ، فكانت عمارة ذلك في يومين .
وفيها ، في العشر الآخر من ذي الحجة ، قبض على الشيخ سيف الدين الرجيحي وهو من ذرية الشيخ يونس . وجهز من دمشق إلى الباب السلطاني ، على خيل البريد .
وفي هذه السنة ، في أوائلها ، كملت عمارة قلعة حلب . وكان الأمير شمس الدين قرا سنقر المنصوري ، نائب السلطنة بحلب ، قد شرع في عمارتها في الأيام المنصورية ، فكملت الآن ، وكتب عليها اسم السلطان الملك الأشرف . وكان هولاكو قد خرّبها كما