كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 142 """"""
تقدم ذكر ذلك .
وفيها ، في يوم الخميس ، ثالث عشر رجب ، كانت وفاة الأمير بهاء الدين يمك الناصري ، مقدم الميسرة بدمشق ، ودفن بسفح قاسيون ، بمقبرة الرباط الناصري . وكان رجلاً عاقلاً قليل الاجتماع بالناس . وفيها ، كانت وفاة الأمير سابق الدين لاجين العمادي ، رحمه الله تعالى . كان يتولى الأعمال القوصية قديماً ، في الدولة المعزبة ، إلى أوائل الظاهرية ، وعمّر بمدينة قوص مدرسة معروفة به . ثم ولي في الدولة الظاهرية الأعمال الشرقية . وكانت وفاته بالقاهرة ، في العشر الآخر من شهر رمضان منها ، وذلك بعد عزله من الأعمال الشرقية ، وعمر نحو اثنتين وثمانين سنة . وكان ديّناً خيراً ، كثير الصدقة والإحسان ، أميناً عفيفاً ، ما سمع عنه ، أنه ارتكب معصية قط ، ولا شرب خمراً ، ولا ارتشى ، ولا أتى مكروهاً . وكان محترماً عند الملوك . وأصله مملوك الصاحب عماد الدين ، وزير صاحب الجزيرة . ثم انتقل مع أستاذه في أواخر الدولة الكاملية ، وتقدم في الدولة الصالحية وما بعدها ، وولي الولايات . وكانت الولايات يومذاك لا يصل إليها إلا أكابر الأمراء وتقاتهم ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، في العشرين الآخر من شهر رمضان ، توفي الأمير علاء الدين أيدكين الصالحي ، نائب السلطنة بصفد بها ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، كانت وفاة الأمير سيف الدين قطز المنصوري . وكان من أكابر المماليك المنصورية ، وأكابر الأمراء . وكانت وفاته بحمص . وكان مجرداً بها ، رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة إحدى وتسعين وستمائة [ 691 ه 1291 / 1292 م ]
في هذه السنة ، في يوم الجمعة ، رابع عشر صفر ، وقع بقلعة الجبل حريق عظيم في بعض الخزائن ، وأتلف شيئاً كثيراً من الذخائر والنفائس والكتب .