كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 150 """"""
الهمم ، وأدعيته التي تساعد الساعد وتؤيد اليد وتقدم القدم . ويشارك في الجهاد حتى يكون في نكاية الأعداء على البعد كسهم أصاب ورامية بذي سلم . ويستقبل من البشائر بعدها ما تكون له هذه بمنزلة العنوان في الكتاب ، والأحاد في الحساب ، وركعة النافلة بالنسبة إلى الخمس ، والفجر الأول قبل طلوع طلعة الشمس .
والله تعالى يجعل شهاب فضله لامعاً ، ونور علمه في الأفاق ساطعاً ، ويتحفه من مفرقات التهاني بكل ما يغدو لشمل المسرات جامعاً ، إن شاء الله تعالى . كتب في يوم الفتح المذكور .
وكتب غير ذلك من كتب البشائر ، اقتصرنا منها ما أوردناه .
ثم رحل السلطان من قلعة الروم إلى حلب ، فأقام بها بقية شهر رجب ، ونصف شعبان . وعزل الأمير شمس الدين قراسنقر المنصوري عن نيابتها . ورتب بها الأمير سيف الدين بلبان الطباخي المنصوري . وجعل الأمير عز الدين أيبك الموصلي شاد الدواوين . وقيل إنه ولاه قلعة الروم وما جمع إليها ، فامتنع من قبول هذه الولاية . فغضب السلطان وأمر بالقبض عليه ، وفوض ذلك إلى الأمير جمال الدين أقش الفارسي فبقي بها أياماً وتوفي ، فأعاد السلطان الأمير عز الدين الموصلي . ورحل السلطان عن حلب إلى دمشق ، فكان وصوله إليها ، في يوم الثلاثاء العشرين من شعبان فأقام بها بقية شعبان وشهر رمضان وبعض شوال . وفيها ، حصل لجمال العسكر مرض ، سلّت منه حتى جافت الوطاقات منها . ولم يجد الأمراء من الجمال ما يحملون عليه أثقالهم ، فحملوها على البغال والأكاديش .
ذكر توجه الأمير بدر الدين بيدرا وبعض العساكر إلى جبال الكسروان واضطراب العسكر
وفي هذه السنة ، في شعبان توجه الأمير بدر الدين بيدرا بمعظم العساكر المصرية ،