كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 153 """"""
الطباخي ، بحكم انتقاله إلى نيابة السلطنة بالمملكة الحلبية كما تقدم . ثم عاد السلطان إلى مقر ملكه بقلعة الجبل . وكان رحيله من دمشق ، في الثلث الأخير من ليلة الثلاثاء عاشر شوال . وكان قد رُسم لأهل الأسواق بدمشق أن يخرج كل واحد منهم ، وبيده شمعة يوقدها ، عند ركوب السلطان ، فخرجوا بأجمعهم . ورتبوا من باب النصر أحد أبواب دمشق ، إلى مسجد القدم . ولما ركب السلطان ، اشتعلت تلك الشموع ، وساق وهي كذلك إلى نهاية ذلك الجمع . وكان وصول السلطان إلى قلعة الجبل ، في يوم الأربعاء ثاني ذي القعدة .
ذكر عدة حوادث كانت في خلال فتح قلعة الروم وقبله وبعده
في هذه السنة ، في أواخر شهر ربيع الآخر ، ورد البريد من الرحبة إلى دمشق ، يخبر أن طائفة من التتار ، أغاروا على ظاهر الرحبة ، واستاقوا مواشي كثيرة . فجرد نائب السلطنة إليها جماعة من عسكر دمشق ، في ثامن عشرين الشهر .
وفيها ، في العشر الأوسط من جمادى الأولى ، تزوج الأمير شمس الدين سنقر الأعسر ، بابنة الصاحب شمس الدين بن السلعوس ، على صداق مبلغه ألف دينار وخمسمائة دينار عيناً ، عجّل من ذلك خمسمائة دينار .
وفيها ، بعد أن توجه السلطان إلى قلعة الروم بأيام يسيرة ، تسوّر عبد أسود إلى أسطحة أدر الحرم السلطانية بقلعة دمشق . فأُمسك وقُرّر ، فذكر أن أحد المؤذنين بجامع القلعة نصب له سلّماً ، وأصعده إلى هناك . فطولع السلطان بذلك ، فورد المرسوم بقطع أطرافهما وتسميرهما ، ففعل ذلك بهما .
وفيها ، في شعبان طلّق الملك المظفر ، صاحب حماه ، زوجته ، وهي ابنة خاله الملك الناصر صلاح الدين يوسف ، ابن الملك العزيز محمد ، ابن الملك الظاهر غازي ، ابن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ، فعاب الناس عليه ذلك ، واستقبحوه منه . وتوجهت هي من حماه إلى الديار المصرية ، فتوفيت بعد وصولها إليها بعشرين يوماً .