كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 156 """"""
بدمشق : فقُبض عليه ، وجهز إلى الأبواب السلطانية في غرة شهر ربيع الأول .
ذكر توجه السلطان إلى الصعيد
وفي هذه السنة ، توجه السلطان إلى جهة الصعيد للصيد ، واستصحب معه الصاحب شمس الدين بن السلعوس ، وترك الأمير بدر الدين بيدرا بقلعة الجبل . وانتهى السلطان إلى مدينة قوص ، وتصيد بها . وأمر الحجاب والنقباء أن ينادوا في العسكر أن يتجهزا لغزو اليمن . ثم عاد السلطان إلى قلعة الجبل .
ولما كشف الصاحب شمس الدين بن السلعوس الوجه القبلي في هذه السفرة ، وُجِدت الجهات الجارية في ديوان الأمير بدر الدين بيدرا من الإقطاعات والمشتروات والحمايات ، أكثر مما هو جار في الخاص السلطاني . ووجد الشون السلطانية بنواحي الوجه القبلي ، خالية من الغلال والحواصل ، وشون الأمير بدر الدين بيدرا مملوءة . فأنهى ذلك إلى السلطان وأطلعه عليه ، فتغير السلطان على بيدرا . واتصل هذا الخبر به ، فقصد تلافيه . وجهز للسلطان تقدمة عظيمة ، كان من جملتها ، خيمة أطلس معدني أحمر ، بأطناب ابريسم بأعمدة صندل ، محلاة ومفصلة بالفضة المذهبة ، وبسطها ببسط الحرير ، وما يناسب هذه الخيمة من التقادم . وضرب هذه الخيمة بالعدوية ، فنزل السلطان بها ساعة من نهار ، وما أظهر البشاشة للتقدمة ، ولا استحسنها مع عظمها . ثم ركب وطلع إلى قلعة الجبل ، وارتجع بعض جهات بيدرا للخاص السلطاني .

الصفحة 156