كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 158 """"""
ذكر القبض على الأمير حسام الدين مهنا ابن عيسى وإخوته
وفي هذه السنة ، في ثاني من شهر رجب ، توجه السلطان من دمشق إلى حمص ، بجماعة من العساكر ، وأعاد ضعفة العساكر إلى الديار المصرية . ثم توجه السلطان من حمص إلى سلمية ، في ضيافة الأمير حسام الدين مهنا بن عيسى . فلما قدّم للسلطان ضيافته ، أمر بالقبض عليه ، وعلى إخوته فقبض عليهم ، وهو على الطعام ، وجهّزه تحت الاحتياط ، صحبة الأمير حسام الدين لاجين ، فوصل به إلى دمشق ، في يوم الأحد سابع شهر رجب . ووصل السلطان إلى دمشق ، في بقية النهار . وجعل السلطان إمرة العرب ، بعد القبض على مهنا ، لابن عمه الأمير محمد بن أبي بكر علي بن حذيفة . ثم أمر السلطان الأمير بدر الدين بيدرا نائب السلطنة ، أن يتوجه بالعساكر إلى الديار المصرية ، هو والصاحب شمس الدين والخزانة ، كما حضرا من حمص . فتوجها من دمشق في يوم الخميس حادي عشرة شهر رجب . وتوجه السلطان بعدهما ، ببعض الأمراء والخاصكية . وركب من دمشق في الساعة السابعة من يوم السبت ثالث عشر الشهر . وأراد بذلك الانفراد بنفسه وخواصه ، والانفراد بهم في الصيد ، وأن لا يشتغل بالعساكر . ووصل إلى غزة ، في بكرة يوم الأربعاء سابع عشر الشهر . ووصل إلى القاهرة في الثامن والعشرين من شهر رجب .
ذكر هدم قلعة الشوبك
وفي هذه السنة ، في شهر رجب ، أمر السلطان الأمير عز الدين أيبك الأفرم ، أمير جاندار أن يتوجه إلى قلعة الشوبك ويهدمها ، وذلك عند توجه السلطان من دمشق إلى حمص . فراجعه في ذلك ، وبيّن له فساد هذا الرأي ، فانتهره ، فتوجه إليها وهدمها ، وأبقى القلة . وكان هدمها من الخطأ ، وسوء التدبير ، فإن القلاع والحصون معاقل الإسلام ، وذخائر المسلمين ، وإليها يلجأون في أوقات الشدائد والحصارات ، ومنازلة الأعداء ، وهو أمر لا يؤمن .