كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 16 """"""
فهذا ما اتفق له ، في خروجه وعوده على سبيل الاختصار . ثم كان من أخباره بعد ذلك ، ما نذكره إن شاء الله تعالى في مواضعه . فلنذكر حال الملك السعيد وأخيه المسعود .
ذكر خبر الملك السعيد وما كان من أمره بالكرك واستيلائه على الشوبك واستعادتها منه
قال المؤرخ : لما توجه الملك السعيد إلى الكرك ، كان السلطان الملك المنصور ، قد شرط عليه ، أنه لا يكاتب الأمراء ، ولا يفسد العساكر ، ولا يتطرق إلى غير الكرك . فلما استقر بها حركه مماليكه ، وحسنوا له التطرق إلى الحصون وأخذها ، أولاً فأولاً ، فوافقهم على ذلك . وكاتب النواب وسير الأمير حسام الدين لاجين ، رأس نوبة الجمدارية ، إلى الشوبك ، فتغلب عليها ، وأقام بها . فكاتبه السلطان الملك المنصور ، ونهاه فلم ينته ، فجرد الأمير بدر الدين بيليك الأيدمري إلى الشوبك ، فنزل عليها ، وضايق أهلها ، وتسلمها في العاشر من ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وستمائة ، ورتب بها نائباً وعاد عنها .
ذكر وفاة الملك السعيد وقيام أخيه الملك المسعود خضر مقامه بالكرك
قال : وفي سنة ثمان وسبعين وستمائة ، ركب الملك السعيد ، إلى الميدان