كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 163 """"""
السلعوس إلى ثغر الاسكندرية ، لتحصيل الأموال ، وتجهيز تعابي الأقمشة . فوجد نواب الأمير بدر الدين بيدرا بالثغر قد استولوا على المتاجر والاستعمالات وغير ذلك . فكاتب السلطان بذلك ، وعرفه أنه لم يجد بالثغر ما يكفي الإطلاقات ، على جاري العادة . فغضب السلطان لذلك غضباً شديداً ، واستدعى بيدرا بحضور الأمراء ، وأغلظ له في القول ، وشتمه وتوعده فتلطف بيدرا في الجواب حتى خرج من بين يدي السلطان ، وجمع أعيان الأمراء من خوشداشيته ، وهم الأمير حسام الدين لاجين ، والأمير شمس الدين قراسنقر المنصوريان وغيرهما ، فاتفقوا على الوثوب به . وكان السلطان قد أعطى الأمراء الأكابر دستوراً ، أن يتوجهوا إلى إقطاعاتهم ، وانفرد هو بخاصكيته . وفي أثناء ذلك ، ركب السلطان في نفر يسير من مماليكه للصيد بقرب الدهليز ، بمنزلة تروجة . فانتهز بيدرا الفرصة ، وركب وصحبته لاجين وقراسنقر وبهادر ، رأس نوبة ، وأقسنقر الحسامي ، ونوغيه ، ومحمد خواجا ، وطرنطاي الساقي ، والطنذغا ، رأس نوبة ، ومن انضم إليهم . وتوجهوا نحو السلطان ، وكان بينهم وبينه مخاضة ، فخاضوها وقدموا عليه . فقيل إن بيدرا ضربه بالسيف ، فالتقاه بيده ، فلم يعمل

الصفحة 163