كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 164 """"""
عملاً طائلاً ، فسبّه لاجين ، وضربه بالسيف ضربة هدلت كتفه ، وأخذته السيوف حتى قتل ، في التاريخ الذي ذكرناه .
وحكي عن شهاب الدين أحمد بن الأشل ، أمير شكار ، في كيفية مقتل السلطان . قال : لما رحل الدهليز والعسكر ، جاء الخبر إلى السلطان أن بنزوجة طيراً كثيراً ، فساق ، وأمرني أن أسوق في خدمته ، فسقت معه . وقال لي : عجّل بنا ، حتى نسبق الخاصكية . فسقنا فرأينا طيراً كثيراً ، فصرع منه بالبندق . ثم التفت إليّ وقال لي : أنا جيعان ، فهل معك ما آكل . فقلت : والله ما معي غير رغيف واحد وفروج في صولقي ، ادخرته لنفسي . فقال : ناولنيه ، فناولته له ، فأكله جميعه . ثم قال لي : امسك فرسي ، حتى أنزل أبول . وكنت كثير البسط معه . فقلت : ما فيها حيلة ، السلطان راكب حصان ، وأنا راكب حِجْر ، وما يتفقان . فقال لي : انزل أنت ، واركب خلفي حتى أنزل أنا .
قال : نزلت وناولته عنان فرسي ، فأمسكه . وركبت خلفه . ثم نزل وقعد على عجزه وبال ، وبقي يعبث بذكره ، ويمازحني . ثم قام ، وركب حصانه ، ومسك فرسي حتى ركبت . فبينما أنا وهو نتحدث ، وإذا بغبار عظيم قد ثار نحونا . فقال لي السلطان : اكشف لي خبر هذا الغبار ، ما هو . قال : فسقت وإذا أنا بالأمير بدر الدين بيدرا والأمراء معه . فسألتهم عن سبب مجيئهم . فلم يكلموني ولا التفتو إليّ ، وساقوا على حالهم ، حتى قربوا من السلطان ، فابتدره الأمير بدر الدين بيدرا ، وضربه بالسيف . فقطع يده . ثم ضربه لاجين على كتفه فحله ، وسقط على الأرض . وجاء بهادر ، رأس نوبة ، فوضع السيف في دبره ، وأنكأ عليه حتى أطلعه من حلقه ، واشترك من ذكرنا من الأمراء في قتله .
وهذه الحكاية تدل على أن السلطان ، كان قد انفرد عن مماليكه ، ولم يكن معه غير شهاب الدين أمير شكار ، الحاكي وبقي الملك الأشرف ملقى في المكان ، الذي قتل فيه يومين . ثم جاء الأمير عز الدين ايدمر العجمي متولي تروجة وأهلها إليه ، وحملوه إليها في تابوت . وغسلوه في الحمام وكفنوه ، وجعلوه في تابوت ، ووضعوه في