كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 165 """"""
بيت المال ، في دار الولاية بنزوجة ، إلى أن حضر من القاهرة الأمير سيف الدين كوجبا الناصري . فنقله في تابوته إلى تربته ، التي أنشأها بظاهر القاهرة ، بجوار مشهد السيدة نفيسة ، ودفن بها في سحر يوم الخميس الثاني والعشرين من صفر ، من هذه السنة . وكانت مدة سلطنته ، ثلاث سنين وشهرين وأربعة أيام .
وكان رحمه الله تعالى ، ملكاً شجاعاً كريماً ، خفيف الركاب ، مظفراً في حروبه . ولم يخلف ولداً ذكراً . وإنما مات عن بنتين ، وزوجته أردكين أمهما ابنة الأمير سيف الدين نوكيه . وورثه معهن أخواه السلطان الملك الناصر ، ودار مختار الجوهري .
ذكر خبر الأمير بدر الدين بيدرا ومن معه من الأمراء الذين وافقوه وما كان منهم ، ومقتل بيدرا
قال : ولما قتل السلطان الملك الأشرف ، عاد الأمير بدر الدين بيدرا ، ومن معه من الأمراء إلى الوطاق . فتقرر بينهم أن السلطنة تكون لبيدرا ، ولقب الملك القاهر ، وقيل الملك الأوحد . ثم ركبوا وقبضوا على الأمير بدر الدين بيسري ، والأمير سيف الدين بكتمر السلاح دار ، أمير جاندار ، وقصدوا قتلهما . فشفع فيهما بعض الأمراء . وكان بالدهليز السلطاني من الأمراء : الأمير سيف الدين برلغي ، والأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير ، والأمير حسام الدين لاجين أستاذ الدار ، والأمير بدر الدين بكتوت العلائي ، وجماعة من المماليك السلطانية . فركبوا في آثار بيدرا ومن معه . وكان الأمير زين الدين كتبغا المنصوري في الصيد ، فبلغه الخبر ، فلحق بهم . وجدوا في طلب بيدرا ومن معه . فلحقوه على الطرابة . فلما التقى الجمعان ، أطلق بيدرا الأميرين اللذين كان قد قبض عليهما ، ليكونا عوناً له ، فكانا عوناً عليه .
وتقدم الأمراء ، وحملوا على بيدرا حملة منكرة ، فانهزم هو ومن معه ، فأدركوه فقتل . وهرب لاجين وقراسنقر ، فدخلا القاهرة واختفيا بها ، ثم ظهرا بعد ذلك ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى .

الصفحة 165