كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 168 """"""
ذكر أخبار السلطان الملك الناصر ناصر الدين محمد ابن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي
وهو التاسع من ملوك دولة الترك بالديار المصرية . وأمه أشلون خانون ابنة سكناي بن قراجين بن جنكاي نوين ، ملك الديار المصرية والممالك الشامية والساحلية والحلبية والفراتية ، وغير ذلك مما هو مضاف إلى هذه الممالك من القلاع والحصون والثغور والأعمال .
وجلس على تخت السلطنة بالديار المصرية ، بقلعة الجبل ، بعد مقتل أخيه ، السلطان الملك الأشرف ، صلاح الدين خليل ، وذلك في رابع عشر المحرم ، سنة ثلاث وتسعين وستمائة ، وعمره يومذاك تسع سنين سواء ، فإن مولده في يوم السبت ، خامس عشر المحرم ، سنة أربع وثمانين وستمائة كما تقدم ، وذلك باتفاق الأمراء المنصورية ، ومن بقي من الأمراء الصالحية النجمية وغيرهم ، وإجماعهم على سلطنته .
واستقر أن يكون الأمير زين الدين كتبغا المنصوري ، نائب السلطنة الشريفة ، والأمير علم الدين سنجر الشجاعي وزير الدولة ومدبّرها ، والأمير ركن الدين بيبرس المنصوري الدوادار ، وأعطي إمرة مائة فارس وتقدمة ألف . وجعل إليه أمر ديوان الإنشاء في المكاتبات والأجوبة والبريد . وحصلت النفقة في العساكر ، واستُحلفوا للسلطان الملك الناصر ، فحلفوا بأجمعهم .

الصفحة 168