كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 169 """"""
هذا ما كان بالديار المصرية ومقر السلطنة .
وأما الشام ، فإنه كُتب عن السلطان الملك الأشرف كتاب إلى نائب السلطنة بدمشق ، وجهز مع الأمير سيف الدين ساطلمش ، وسيف الدين بهادر التتاري . فوصلا به إلى دمشق ، في يوم الجمعة رابع عشرين المحرم من هذه السنة . ومضمونه : إنا قد استنبنا أخانا ، الملك الناصر ، ناصر الدين محمداً ، وجعلناه ولي عهدنا ، حتى إذا توجهنا إلى لقاء عدو ، يكون لنا من يخلفنا . ورسم فيه ، أن يحلف الناس له ، ويقرن اسمه باسم السلطان في الحطبة . فجمع نائب السلطنة الأمير عز الدين أيبك الحموي الظاهري الأمراء والمقدمين والقضاة والأعيان ، وحلفوا على ذلك . وخطب له في يوم الجمعة هذا بولاية العهد ، بعد الملك الأشرف . وكان ذلك بتدبير الأمير علم الدين الشجاعي . واستمر الحال على ذلك ، والخطبة للملك الأشرف ، ثم من بعده لأخيه الملك الناصر ، بولاية العهد ، إلى حادي عشر شهر ربيع الأول فورد المثال السلطاني الناصري بالخطبة له استقلالاً بالسلطنة . فخطب له في دمشق ، في يوم الجمعة الحادي عشر ، من الشهر المذكور . وورد البريد إلى الشام ، بإيقاع الحوطة على موجود الأمير حسام الدين لاجين ، والأمير شمس الدين قراسنقر ، والأمير بدر الدين بيدرا وغيرهم من الأمراء أصحاب بيدرا في اليوم الثامن من ورود المرسوم الأول بالخطبة للسلطان بولاية العهد ، فوقعت الحوطة على موجودهم وحواصلهم .
ذكر خبر الأمراء الذين وافقوا بيدرا على قتل السلطان الملك الأشرف
لما استقر الحال في سلطنة السلطان الملك الناصر ، أمر بطلب الأمراء الذين وافقوا بيدرا على قتل أخيه الملك الأشرف . فأول من وجد منهم ، الأمير سيف الدين بهادر رأس نوبة ، والأمير جمال الدين آفش الموصلي الحاجب ، فضربت رقبتاهما وأحرقت جثتاهما بالمجاير ، ثم حصل الظفر بعدهما بسبعة من الأمراء وهم : طرنطاي الساقي ، وسيف الدين الناق الساقي الحسامي ويقال له عناق السلاح دار ،