كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 17 """"""
بالكرك ، ولعب بالكرة ، فتقنطر عن فرسه ، فصدع وحمّ أياماً قلائل ، فمات . وكانت وفاته ، رحمه الله تعالى ، في ثالث عشر ذي القعدة ، من السنة .
وعمل السلطان الملك المنصور له عزاء ، بقلعة الجبل ، في الثاني والعشرين من الشهر . وحضره وعليه ثياب البياض ، وحضر الأمراء والقضاة والعلماء ، والوعاظ . ولما توفي صُبّر ، ووضع في تابوت مدة ، ثم حمل إلى التربة الظاهرية بدمشق ، وذلك في سنة ثمانين وستمائة ، ووصلت والدته إليها في ثامن عشرين شهر ربيع الآخر ، والسلطان الملك المنصور يوم ذاك بالشام . فأدخل التربة الظاهرية ليلافي تابوت ، ولم يدخلوا به من باب المدينة ، وإنما رفعوا تابوته من أعلى السور ، ودلّوه من الجانب الآخر ، ووضع في قبره ، وألحده القاضي عز الدين بن الصائغ ، كما ألحد والده .
وحضر السلطان الملك المنصور في بكرة دفنه إلى التربة الظاهرية ، ومعه القضاة والعلماء والقراء والوعاظ ، وأظهر الحزن عليه ، وذلك في سلخ شهر ربيع الآخر . ومولده بمنزلة العش ، من ضواحي القاهرة ، في صفر سنة ثمان وخمسين وستمائة . قال : وكان الملك السعيد ، لما استقر بالكرك ، رتب في النيابة بها الأمير علاء الدين ايدغدي الحراني الظاهري ، لما فارقه الأمير علاء الدين الفخري النائب بها إلى الديار المصرية . فلما مات اتفق نائبه الأمير علاء الدين ايدغدي الحراني ومن معه ، وأقاموا أخاه خضراً مقامه ، ولقب بالملك المسعود . فشرع المماليك ، الذين حول الملك