كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 172 """"""
تسكن هذه الفتنة ، وتستقر القاعدة . فقال هذا لا نفعله ولا نرضاه لعامل من عمالنا . فكيف نختاره لأنفسنا ، واستمر على ذلك خمسة أيام .
وكانت رسالة دور السلطان الملك الأشرف قد خرجت إلى الأمير زين الدين كتبغا ، مضمونها الشفاعة في أمره ، وأنه لا يؤذى . وذكروه بمحبة السلطان له . وأنهم إنما قاموا في طلب ثأر السلطان ، وقتل أعدائه . وأما هذا فهو أخلص أولياء السلطان بخدمته ، وأدومهم على طاعته - هذا للفظ أو معناه ؟ " ، فسكن أمره في هذه الأيام الخمسة الماضية . فغضب الأمير علم الدين الشجاعي ، واجتمع بالأمير زين الدين كتبغا نائب السلطنة وغيره من أكابر الأمراء . وقال : هذا الصاحب هو الذي أوقع بين السلطان ومماليكه وأمرائه ونائبه . وإنما قُتل السلطان بسبب هذا ، فاتبع رأيه فيه .
فلما كان في اليوم السادس ، وهو اليوم الثاني والعشرين من المحرم ، طلع الصاحب شمس الدين بن السلعوس إلى قلعة الجبل ، فحضر إلى الأمير زين الدين كتبغا نائب السلطنة ، فسلّمه للأمير علم الدين الشجاعي ، فسلمه الشجاعي للأمير بهاء الدين قراقوش الظاهري ، وكان من أعدائه ، ليطالبه بالأموال فضربه ضرباً شديدً . فأنكر عليه الأمير علم الدين . ثم سيّره إلى الأمير بدر الدين المسعودي ، شاد الدواوين ، وهو نشو ابن السلعوس . فإنه كان قد طلب من دمشق للمصادرة ، لما قتل مخدومه الأمير حسام الدين طرنطاي ، وكان يتولى ديوانه بالشام . فأحسن الصاحب إليه ، وأفرج عنه ، وولاه شد الدواوين بالديار المصرية . فلما سلّم إليه ، عاقبه واستصفى أمواله . وكان يجلس لمصادرته وعقوبته في المدرسة الصاحبية التي بسويقة الصاحب بالقاهرة . ولم يزل يعاقبه إلى أن مات تحت الضرب ، وقيل إنه ضرب بعد موته ، ثلاثة عشر مقرعة ، ولم يعلم أنه مات . وكانت وفاته في يوم السبت عاشر صفر سنة ثلاث وتسعين وستمائة ، ودفن بالقرافة .
ذكر الخلف الواقع بين الأمير علم الدين سنجر الشجاعي وزين الدين كتبغا ، ومقتل الشجاعي
كان الأمير علم الدين الشجاعي قد استمر في الوزارة وتدبير الدولة ، وأحكم

الصفحة 172