كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 173 """"""
أمرها ، وهابه الناس . فلما كان في يوم الخميس ، ثاني عشرين صفر ، من هذه السنة ، اجتمع الأمراء بمساطب باب القلعة على العادة ، ينتظرون فتح باب القلعة ، ليركبوا في خدمة الأمير زين الدين كتبغا ، نائب السلطنة . فلم يشعروا إلا وقد خرجت رسالة على لسان الأمير جاندار ، يطلب جماعة من الأمراء ، وهم سيف الدين قبجاق ، وبدر الدين عبد الله السلاح دار ، وسيف الدين قبلاي ، وركن الدين عمر السلاح دار أخو تمر ، وسيف الدين كرجي ، وسيف الدين طرقجي ، فدخلوا إلى الخدمة السلطانية . وقام الأمراء للركوب ، فبينما هم يسيرون تحت القلعة ، بالميدان الأسود ، جاء إثنان من ألزام الأمير علم الدين الشجاعي ، وهما الأمير سيف الدين قنغر ، وولده حاروشي . فأخبرا الأمير زين الدين كتبغا أن الأمراء الذين استدعوا اعتقلوا ، وأن الشجاعي قد دبّر الحيلة عليك وعلى الأمراء ، إذا طلعتم إلى القلعة ، ودخلتم إلى الخوان أن يقبض عليكم . فعرّف كتبغا الأمراء الذين معه في المواكب الصورة . فتوقفوا عن الطلوع إلى القلعة ، وتوهموا أن الشجاعي اتفق مع الأمراء المنصورية والأمراء البرجية ، والمماليك السلطانية . وكان بالموكب الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير أستاذ الدار ، والأمير سيف الدين برلغي ، أمي مجلس ، فأمسكوهما في الموكب ، وأرسلوهما إلى ثغر الاسكندرية .
وأخبرني الأمير ركن الدين بيبرس ، في ليلة الثامن من شوال سنة سبع وسبعمائة ، أنه ضرب على رأسه بدبوس ، وأراني أثر الضربة .
وكان قد ذكر لي ذلك ، في أثناء ذكره لسالف خدمة السلطان ، وما لقيه وقاساه .

الصفحة 173