كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 176 """"""
على حالهما . فأعلم أستاذه بهما ، وتلطف في أمرهما . فتحدث الأمير زين الدين كتبغا مع السلطان ، فعفا عنهما ، وأمّرهما كما كانا أول مرة . وتلطف كتبغا في إظهار لاجين تلطفاً حسناً . وهو أنه تحدث مع الأمير بدر الدين بكتاش الفخري ، أمير سلاح في إحضاره . فركب معه ، ووقف تحت قلعة الجبل ، ولم يزل إلى أن أذن له ، وأصلح بينه وبين الأمراء والمماليك السلطانية ، وزال ما بينهم من الوحشة . وكان كتبغا في أمر لاجين ، كالباحث عن حتفه بظلفه . فإنه فعل معه ، ما نذكره إن شاء الله تعالى .
وفي هذه السنة ، قصر النيل فلم يوف ، وانتهت زيادته إلى خمسة عشر ذراعاً ، وثلث ذراع . فارتفعت بسبب ذلك الأسعار . وكان من الغلاء ما نذكره بعد .
وفي هذه السنة ، في رابع عشرين ربيع الأول ، كانت وفاة الملك شهاب الدين غازي ابن الملك المعز مجير الدين يعقوب ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب ، بداره بالخور بدمشق ، ودفن بتربتهم بقاسيون ، رحمهم الله تعالى .
وفيها ، كانت وفاة الصاحب فخر الدين إبراهيم بن لقمان الأسعردي . وقد قدمنا ذكر وزارته مرة بعد أخرى . وكان إذ عزل عن الوزارة ، أخذ دواته وعاد إلى ديوان الإنشاء ، وكتب من جملة الكتاب . وأصله من المعدن ، من أعمال أسعرد . فلما فتح الملك الكامل آمد ، كان ابن لقمان يكتب على عرصة الغلة ، وينوب عن ناظر البيوت بها . وكان بهاء الدين زهير ، صاحب ديوان الإنشاء للملك الكامل ، وبعده للملك الصالح ، وهو يومئذ وزير الصحبة . فكانوا يستدعون من صاحب أسعرد أصنافاً ، فتأتي الرسائل بالأصناف بخط ابن لقمان ، فتعرض على بهاء الدين زهير ، فيعجبه خطه

الصفحة 176