كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 177 """"""
وعبارته . فطلبه فحضر إلى خدمته ، وتحدث معه ، فعرض عليه أن يسافر صحبته إلى الديار المصرية ، فأجاب إلى ذلك . وسر به ، فاستصحبه معه ، وناب عنه بديوان الإنشاء إلى الأيام الصالحية . ثم استقل بعد ذلك بصحابة ديوان الإنشاء ، ووزر كما تقدم . ولما انفصل من الوزارة قال : جاءت فما كثّرت ، وراحت فما أثّرت . وله نظم حسن ، وقد قدمنا ذكر شيء من كلامه ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، في يوم الخميس ، منتصف جمادى الآخرة ، توفي الأمير بدر الدين بكتوت العلائي ، وكانت وفاته بالقاهرة . وقد عظم شأنه ، وسمت همته ، حتى تعرض لطلب بعض الأكابر الأمراء الخاصكية الأشرفية ، مقدمي الألوف . فيقال إنه سقي سماً فمات ، سامحه الله تعالى .
وفيها ، في يوم الخميس ، خامس شعبان ، توفي الملك الحافظ غياث الدين أبو عبد الله محمد ابن الملك السعيد معين الدين بن شاهانشاه ابن الملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بن فروخ شاه بن شاهانشاه بن أيوب ، وصُلي عليه بعد صلاة الجمعة بجامع دمشق ، ودفن بتربة ابن المقدم ، بمقبرة باب الفراديس ، رحمه الله .
واستهلت سنة أربع وتسعين وستمائة [ 694 ه 1294 - 1295 م ]
ذكر الفتنة التي قصد المماليك السلطانية إثارتها
لما كان في ليلة العاشر من المحرم ، من هذه السنة ، تجمعت المماليك السلطانية ، الذين في الكبش ، ومناظر الموادين ، وحرقوا باب السعادة ، ودخلوا منه إلى المدينة . وطلبوا خوشداشيتهم المعتقلين بها ، الذين بدار الوزارة ،

الصفحة 177