كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 181 """"""
ولما ملك كتبغا ، شرع في تأمير مماليكه وتقدمتهم . فكان أول من أمر منهم أربعة ، وهم سيف الدين بتخاص ، وجعله أستاذ الدار ، وسيف الدين أغرلو وبدر الدين بكتوت الأزرق ، وسيف الدين قطلوبك . وركب هؤلاء بالإمرة في يوم واحد . وركب هو بشعار السلطنة على عادة الملوك في يوم الأربعاء ، مستهل شهر ربيع الأول . وأقر نواب السلطنة على حالهم في الأيام الناصرية وفوض الوزارة بدمشق للصاحب تقي الدين توبة التكريتي على عادته ، في الأيام المنصورية . وكان وصوله إلى دمشق ، لمباشرة هذه الوظيفة ، في سادس عشر صفر . وكتب السلطان له توقيعاً ، برد ما أخذ منه ، في الدولة الأشرفية .
ذكر تفويض الوزارة للصاحب فخر الدين عمر بن الخليلي
وفي يوم الثلاثاء ، خامس عشرين جمادى الأولى من هذه السنة ، عزل السلطان الصاحب تاج الدين ، وفوض الوزارة للصاحب فخر الدين عمر ابن الشيخ مجد الدين عبد العزيز بن الخليلي . وكان هذا الصاحب فخر الدين قد ولي نظر ديوان الملك الصالح علاء الدين علي ابن السلطان الملك المنصور . فلما مرض واشتد به الوجع ، دخل الصاحب فخر الدين عليه وبكى ، وأظهر الألم الشديد وقال أخشى إن قدر الله تعالى أمراً محتوماً ، والعياذ بالله ، أن أوذي ، ويتمكن مني الأمير علم الدين الشجاعي . وطلب الملك الصالح والده السلطان الملك المنصور وأوصاه أن لا يتعرض إليه . ولا إلى أحد من ديوانه بأذية ، وأن لا يمكن الأمير علم الدين الشجاعي منهم . فلما مات الملك الصالح ، أحسن السلطان المنصور إليه ، وولاه نظر النظار بالديار المصرية ، ونظر الصحبة ، ثم عزل في

الصفحة 181