كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 182 """"""
الدولة الأشرفية . وباشر نظر ديوان الملك العادل ، في مدة نيابته عن السلطنة ، وفوض إليه نظر الدواوين ، ثم الوزارة .
وفي هذه السنة ، قصر النيل ولم يوف ، فحصل الغلاء واشتد البلاء بالديار المصرية . وتوقف الغيث بالشام ، فاستسقى الناس ، مرة بعد أخرى ، وأجدبت برقة وأعمالها ، وبلاد المغرب ونواحيها . وعمّ الغلاء أكثر البلاد والممالك ، شرقاً وغرباً وحجازاً . واختصت مصر من ذلك البلاء العظيم . وبلغ سعر القمح عن كل أردب مائة درهم وخمسين درهماً ، والشعير مائة درهم . واستمر إلى سنة خمس وتسعين وستمائة .
وفيها ، فوض السلطان قضاء العساكر بالشام ، للقاضي نجم الدين محمد بن صصري وكان بالديار المصرية . فعاد إلى دمشق متولياً هذه الوظيفة ، وكان وصوله إليها في يوم الثلاثاء سادس عشرين شهر رمضان .
وفيها ، فوض السلطان الملك العادل ، الخطابة والإمامة ، بالجامع الأموي بدمشق ، لقاضي القضاة بدر الدين محمد بن جماعة ، مضافاً إلى ما بيده من القضاء والتدريس . فصلى بالناس صلاة الظهر ، من يوم الخميس الخامس من شوال ، وخطب يوم الجمعة السادس من الشهر ، واجتمع له القضاء والخطابة ، ولم يجتمع ذلك لقاضي قبله بدمشق ، فيما عرفناه ، ونقل إلينا .
ذكر القبض على الأمير عز الدين أيبك الخازندار نائب السلطنة بالفتوحات وولاية الأمير عز الدين أيبك الموصلي المنصوري
وفي هذه السنة ، رسم السلطان الملك العادل ، بالقبض على خوشداشه ، الأمير عز الدين أيبك الخزندار المنصوري ، نائب السلطنة ، بالفتوحات الطرابلسية . وندب لذلك أميرين ، فتوجها إلى دمشق على خيل البريد ، فوصلا إليها ، في تاسع عشرين شوال . وجرد من دمشق الأمير عز الدين أيبك كرجي ، والأمير سيف الدين استدمر كرجي بسبب ذلك . فلما توجهوا إليه ، لم يمتنع عليهم ، وقال : قد كنت عزمت على مفارقة هذه المملكة . والتوجه إلى باب السلطان ، فقبض عليه . وكان وصوله إلى الأبواب السلطانية ،

الصفحة 182