كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 183 """"""
في يوم الخميس حادي عشرين ذي القعدة من السنة ، فاعتقل . واستمر في الاعتقال ، إلى يوم الخميس رابع عشرين صفر سنة خمس وتسعين وستمائة . ولما قبض عليه ، فوضت نيابة السلطنة بالمملكة الطرابلسية والفتوحات ، للأمير عز الدين أيبك الموصلي المنصوري .
وفيها أيضاص ، رسم بالحوطة على القاضي مجد الدين يوسف بن القباقبي ناظر المملكة الطرابلسية . وندب الأمير شمس الدين الأعسر لذلك . فتوجه إلى طرابلس ، في العشر الأوسط من شوال ، وأوقع الحوطة على موجوده . فيقال إنه وجد في جشاره ، ما ينيف على سبعين رأس بغالاً وأكاديش جياد . وجهز إلى الديار المصرية ، فتكمل حمله ، فيما ادعاه ألف ألف درهم . ثم أعيد بعد ذلك إلى نظر المملكة الطرابلسية ، وكأنه لم يصادر . فبلغني أنه جلس ليلة ، وهو يضحك مع أصحابه بطرابلس . فقال له بعضهم : أخذ منك ألف ألف درهم ، وأنت تضحك . فقال : والله أقدر أنفق في جيش مصر - وأرى أن هذا الكلام ، إن كان قاله ، فهو من التغالي في القول - والله أعلم .
ذكر وفاة الملك المظفر يوسف بن عمر صاحب اليمن
وفي هذه السنة ، كانت وفاة الملك المظفر شمس الدين أبي المظفر يوسف ابن الملك المنصوري نور الدين عمر بن علي بن رسول ، صاحب اليمن ، في شهر رمضان ، بقلعة تعز . وكان جواداً شهماً ، عفيفاً عن أموال الرعايا ، قليل التطلع إلى ما بأيديهم ، حسن السيرة فيهم ، يمنع أصحابه من التطرق إلى ظلم أحد . وكانت مدة ملكه ، بالبلاد اليمانية ، نحو خمس وأربعين سنة .
وكان للملك المظفر من الأولاد خمسة ، وهم الملك الأشرف ممهد الدين عمر ،

الصفحة 183