كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 187 """"""
يحمد الله ، بعد شربه . فكلمه بعضهم ، فقال الثور : إن الله كان قد كتب على الأمة سبع سنين جدباء ولكن بشفاعة النبي ، ( صلى الله عليه وسلم ) ، أبدلها الله بالخصب . وذكر أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، أمره بتبليغ ذلك ، وأنه قال له يا رسول الله ، ما علامة صدقي عندهم . قال : إنك تموت عقيب الأخبار . - قال الحاكي لذلك - ثم تقدم الثور إلى مكان مرتفع فسقط ميتاً . فأخذ أهل القرية من شعره للتبرك ، وكفن ودفن . حكى هذه الحادثة ، شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري في تاريخه حوادث الزمان ، والله أعلم .
وفيها ، في العشر الأوسط ، من شهر ربيع الآخر ، قتل بدمشق جماعة بالليل في الدروب . ومعظم من قتل ، من حراس الدروب ، واستمر ذلك عدة ليال . وفي كل يوم يوجد قتيل وإثنان . ولم يعدم لأحد شيء ، مع ذلك ، ولا سرق منزل . فاحترز متولي المدينة في ذلك . وبقي يركب طول الليل ، في جماعة كثيرة ، ويطوف البلد ، والأمر يتزايد . فلما كان في العشر الأوسط ، من جمادى الأولى ، مُسك فقير مولّه ، فاعترف أإنه هو الذي قتل الحراس ، فسمر وبقي يومين ، ثم خنق في اليوم الثالث .
ذكر وفود الأويراتية من بلاد التتار
في هذه السنة ، وردت طائفة من التتار ، تسمى الأويراتية ، ومقدمهم طرغاي ، ووصلوا إلى الشام . وكانوا على ما قيل ، ثمانية عشر ألف بيت . وكان السبب في هربهم من بلادهم ، أن طرغاي ، هذا المذكور ، كان متفقاً مع بيدو ابن طرغاي على قتل كيختو . فلما صار الملك إلى غازان ، خافه طرغاي على نفسه ، أن يقتله بعمه كيختو . وكان مقيماً بتمانه بين بغداد والموصل . وكان اشتبغا مقيماً بتمانه بديار بكر . فأرسل غازان بولاي ومعه تمان إلى ديار بكر ، عوضاً عن اشتبغا ، وأوصاه بحفظ الطرقات على طرغاي ، وأن يساعد من يندب لقتله ، ثم جهز غازان أميراً يسمى قطغوا في ثمانين فارساً للقبض على طرغاي ومن معه ، من أكابر قبيلة أويرات . فاتفق طرغاي ، ومن معه من الأمراء ، وهم ألوص وككباي ، وقتلوا قطغوا ومن معه . وعبروا الفرات إلى جهة الشام ، فتبعهم بولاي بتمانه ، فقاتلوه وهزموه ، وقتلوا أكثر من معه .

الصفحة 187