كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 188 """"""
ولما وردت مطالعات نواب الشام إلى السلطان الملك العادل بوصولهم ، اهتم بأمرهم . وكتب إلى نائب السلطنة بدمشق ، أن يتوجه الأمير علم الدين سنجر الدواداري ، بجماعة إلى الرحبة لتلقيهم . فتوجه من دمشق في غرة شهر ربيع الأول . ثم توجه بعده ، الأمير شمس الدين سنقر الأعسر ، شاد الدواوين بالشام ، ليلقاهم أيضاً . وجهّز السلطان أيضاً ، الأمير شمس الدين قراسنقر المنصوري ، من الديار المصرية إلى دمشق ، بسبب ذلك ، فوصل إليها في ثاني عشرين شهر ربيع الأول . ثم أردفه بالأمير سيف الدين بهادر الحاج الحلبي الحاجب ، فأقاما بدمشق ، إلى أن وصل أعيان الأويراتية إلى دمشق ، صحبة الأمير شمس الدين الأعسر . وكان وصولهم في يوم الاثنين ، ثالث عشرين شهر ربيع الأول ، وعدتهم مائة وثلاثة عشر نفراً ، والمقدم عليهم طرغاي ، ومن أكابرهم ألوص وككباي . فتلقاهم نائب السلطنة والأمراء ، واحتفل بقدومهم احتفالاً كبيراً . ثم توجه بهم الأمير شمس الدين قراسنقر ، إلى الديار المصرية في يوم الإثنين سابع عشر ربيع الأول . وتوجه بعده الأمير سيف الدين الحاج بهادر الحاجب ، على خيل البريد إلى الأبواب السلطانية ، في حادي عشر الشهر . ولما وصلوا إلى باب السلطان بالغ في إكرامهم ، وأحسن إليهم ، وخلع عليهم ، وأمّرهم بالطبلخاناة . وهم على دين الكفرة ، ويأكلون في شهر رمضان ، ولا يذبحون الخيل ذبيحة ولا نحراً ، بل يربطون الفرس ، ويضربونه على وجهه حتى يموت ، فيأكلونه بعد ذلك . وكانوا يجلسون مع الأمراء بباب القلة ، فأنفت نفوس الأمراء من ذلك وكرهوه ، حتى أوجب ذلك خلع السلطان ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى . وأما بقية الأويراتية ، فإن السلطان كتب إلى الأمير علم الدين سنجر الدواداري أن يتوجه بهم إلى الساحل فينزلهم به ، فتوجه بهم . ولما مروا بمدشق ، أنزلهم بالمرج ، ولم يمَكّن أحداً منهم من دخول المدينة . ورسم بإخراج الأسواق إليهم للبيع والشراء بالمرج ، إلى الكسوة والصنمين . وفعل ذلك في كل منزلة إلى وصل بهم الى

الصفحة 188