كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 19 """"""
شروطاً : منها تجهيز الإخوة الذكور والإناث ، أولاد الملك الظاهر إلى الكرك ، وردّ الأملاك الظاهرية عليهم ، وتمّ الصلح وحلف السلطان عليه .
وتوجه الأمير بدر الدين بيليك المحسني السلاح دار ، والقاضي تاج الدين ابن الأثير ، إلى الكرك ، وحلفا الملك المسعود . وكوتب من ديوان الإنشاء ، كما يكاتب صاحب حماه ، واستمر الأمر على ذلك إلى سنة اثنتين وثمانين وستمائة ، فبلغ السلطان أنهم نقضوا ما كان قد تقرر . وحضر الأمير علاء الدين ايدغدي الحراني ، نائب الملك المسعود بالكرك ، وأنهى إلى السلطان ما اعتمدوه ، مما يغلّت الخواطر . فكتب السلطان إلى الملك المسعود ومن معه ينهاهم عن ذلك ، فلم ينتهوا . فجرد إلى الكرك في هذه السنة الأمير بدر الدين بكتاش الفخري ، أمير سلاح ، وأمره بمراسلتهم ، فراسلهم ، فلم يرجعوا عن اعتمادهم ، فضايق الكرك ، ورعت خيول العسكر تلك الزراعات كلها ، ثم عاد عن الكرك .
وتراخى الأمر ، واستمر الملك المسعود بالكرك إلى سنة خمس وثمانين وستمائة . فجرد السلطان الملك المنصور ، الأمير حسام الدين طرنطاي ، نائب السلطنة ، بجيش كثيف ، وأمره بمنازلة الكرك ومحاصرتها فتوجه إليها ، وأحضر آلات الحصار ، من الحصون الإسلامية ، وضايقها وقطع الميرة عنها . واستدعى بعض الرجّالة ، وأحسن إليهم ، فوافقوه على الملك المسعود . فلما رأى الملك مسعود نجم الدين خضر ، وأخوه بدر الدين سلامش الحال على ذلك ، أرسل الملك المسعود إلى الأمير حسام الدين طرنطاي ، في طلب الأمان ، فأمّنه عن السلطان . فقال لابد من أمان السلطان وخاتمه . فطالع الأمير حسام الدين السلطان بذلك ، فأرسل السلطان بأمانه الأمير ركن الدين بيبرس الداوادار المنصوري ، فاجتمع بهما ، وأبلغهما أمان السلطان ، فنزلا من قلعة الكرك ، إلى الأمير حسام الدين طرنطاي ، وذلك في صفر سنة خمس وثمانين وستمائة .