كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 194 """"""
وأقمشته ، ثم عزله عن النيابة ، وفوضها لمملوكه الأمير سيف الدين أغرلوا العادلي ، وباشر النيابة من يومه . ثم خلع بعد ذلك على الأمير عز الدين الحموي ، وأنعم عليه بإقطاع أغرلوا بالديار المصرية . وانتقل الحموي عند عزله من دار السعادة ، ونزل بداره المعروفة بالجيشي التي بالقصاعين .
وفيها ، في ثامن ذي الحجة ، فوض السلطان وزارة الشام ، لوكيله شهاب الدين الحنفي ، عوضاً عن تقي الدين توبة ، وكان قبل ذلك يلي الحسبة بدمشق . وخلع عليه خلعة الوزارة في يوم عيد الأضحى . ثم توجه السلطان في ثامن عشر ذي الحجة ، إلى جهة حمص ، وتصيّد في تلك الجهة . ودخل حمص في تاسع عشر ذي الحجة ، وحضر إليه نائب السلطنة بحلب ، وبقية النواب . وانسلخت السنة والسلطان بمخيمه على جوْسِيه ، وهي قرية من قرى حمص ، كان قد اشتراها .
وفي هذه السنة ، توفي الأمير عز الدين أيبك الأفرم الصالحي ، أمير جاندار . وكانت وفاته بمصر ، في يوم الأربعاء ، السادس والعشرين من صفر سنة خمس وتسعين وستمائة . ودفن بتربته بالرصد . وكان رحمه الله تعالى ، كثير الخير والإحسان إلى خلق الله تعالى . وعمّر المدارس والمساجد والجوامع ، وله بإسنا من عمقل قوص ، مدرسة موقوفة على طائفة الشافعية . وبقوص مدرسة على ساحل البحر كذلك ، وبجوار المدرسة مسجد له ، يجتمع فيه الفقراء الأعجام القرندلية في شهر رمضان من كل سنة ، ويذبح في كل يوم رأس غنم ، وما يحتاجون إليه من التوابل والخبز . وله بمصر مدرسة ، وبكرسي الجسر جامع ، وبالرصد جامع ، وغير ذلك من الأماكن الشريفة المبرورة . ووقف عليها الأوقاف المبرورة الوافرة ، رحمه الله تعالى .
وتوفي أيضاً بالديار المصرية جماعة من الأمراء ، منهم الأمير بدر الدين بيليك الحسني أبو شامة ، وهو الذي كان يندب إلى الكشف بالوجه القبلي بالديار المصرية ، في الدولة المنصورية ، وما بعدها ، رحمه الله تعالى .

الصفحة 194