كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 195 """"""
واستهلت سنة ست وتسعين وستمائة [ 696 ه 1296 - 1297 م ]
والسلطان الملك العادل بمخيمه على جوسيَه . ثم رحل منها وعاد إلى دمشق ، فدخلها في يوم الأربعاء ثاني المحرم . وفي يوم الجمعة ، حضر السلطان إلى الجامع ، وصلى بالمقصورة ، وأخذ من الناس قصصهم . ورأى شخصاً بيده قصة ، فتقدم إليه بنفسه خطوات ، وأخذ القصة منه .
وفيها ، أقر السلطان الملك العادل ، الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن الملك السعيد ابن الملك الصالح عماد الدين اسماعيل ابن الملك العادل سيف الدين بن أبي بكر محمد بن أيوب ، وجعله من أمراء الطبلخاناة بدمشق ، وذلك في يوم الخميس سابع عشر المحرم .
وفيها ، في يوم الإثنين ، حادي عشرين المحرم ، قبض على الأمير سيف الدين استدمر كرجي ، واعتقل بالقلعة ، وعزل الأمير سيف الدين سنقر الأعسر ، عن وظيفة الشد ، وولي عوضه الأمير فتح الدين بن صبره .
ذكر عود السلطان الملك العادل إلى الديار المصرية وخلعه من السلطنة ورجوعه إلى دمشق
وفي بكرة نهار الثلاثاء ، الثاني والعشرين من المحرم ، توجه السلطان بعساكره نحو الديار المصرية ، وقد أجمع أكابر الأمراء على خلعه . فلما انتهوا إلى منزلة العوجا ، جلس السلطان في الدهليز ، وحضر الأمراء إلى الخدمة ، وطلب الأمير بدر الدين بيسري الشمسي طلباً مزعجاً . وكان قد توجه إلى الزيارة ، فلما حضر ، لم يقم له على عادته . ويقال إنه كلّمه بكلام غليظ ، ونسبه إلى أنه كاتب التتار ، وحصل بينهما مفاوضة ، ثم نهض السلطان من المجلس .
وقام الأمراء ، واجتمعوا في خيمة الأمير حسام الدين لاجين ، نائب السلطنة ، وتكلموا فيما وقع . فسأل الأمير بدر الدين بيسري ، الأمير حسام الدين عن موجب

الصفحة 195