كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 196 """"""
إغلاظ السلطان له . فقال : إن مماليكه قد كتبوا عنك كتباً إلى التتار ، وأحضروها إليه ، ونسبوك إلى أنك كتبتها ، ونيته إذا وصل إلى قلعة الجبل ، أن يقبض عليّ وعليك ، وعلى أكابر الأمراء ، ويقدم مماليكه . فأجمعوا عند ذلك على خلعه . وركب الأمير حسام الدين لاجين ، والأمير بدر الدين بيسري ، والأمير شمس الدين قراسنقر ، والأمير سيف الدين قبجاق ، والأمير سيف الدين الحاج بهادر الحلبي الحاجب ومن انضم إليهم . واستصحبوا معهم حمْل نقّارات ، وساقوا إلى باب الدهليز . وحركت النقارات حربياً ، وذلك في يوم الإثنين الثامن والعشرين من المحرم ، سنة ست وتسعين وستمائة . فلما مروا بخيمة بكتوت الأزرق العادلي قتلوه . وركب بتخاص العادلي ، وتوجه إلى باب الدهليز فقتلوه أيضاً . ولما شاهد الملك العادل ذلك ، خرج من ظهر الدهليز ، وركب فرس النوبة ، وعبر على القنطرة التي على ماء العوجا ، وساق ركضاً ، وأدركه خمسة أو ستة من مماليكه . واستقر به السير إلى دمشق . ودخل قلعتها ، فكان من أمره ما نذكره إن شاء الله تعالى .

الصفحة 196