كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 197 """"""
ذكر سلطنة السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين المنصوري
وهو السلطان الحادي عشر من ملوك الترك ، بالديار المصرية . وهو من مماليك السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون . اشتراه في زمن إمرته مرتين . وكان من مماليك الملك المنصور نور الدين علي ابن الملك المعز أيبك ، فلما سُفِّر إلى بلاد الأشكري ، تأخر بالقاهرة ، فاشتراه السلطان الملك المنصور ، في أيام إمرته بسبعمائة وخمسين درهماً . ثم تبين بعد ذلك أنه من مماليك الملك المنصور ابن الملك المعز ، وقيل له إنه غائب ولا يصح بيعه إلا من حاكم شرعي ، فاشتراه ثانياً من قاضي القضاة ، تاج الدين بن بنت الأعز ، بما يزيد عن ألف درهم . وباعه على الغائب ، بالغبطة له . وقد شاهدت أنا عهديته في جملة عُهَد المماليك المنصورية السيفية ، وشدّ عن تحقيق الثمن الثاني ، إلا أنه يزيد على ألف درهم . ولعل ذلك ألف وخمسون درهماً . وكان يوم ذاك يدعى شقير . كذا رأيت عهديته لاجين المدعو شقير ، وكان في البيت المنصوري يعرف بلاجين الصغير . وتأمر وناب عن السلطنة بدمشق ، وهو لا يعرف بين الناس إلا بلاجين الصغير . وسألت بعض أكابر الأمراء من المماليك المنصورية ، الذين كانوا في خدمة السلطان ، في زمن إمرته ، عن لاجين الكبير ، الذي مُيّز هذا بالصغير بسببه ، فما عرفوه . ولعل هذه الشهرة وقعت عليه وقوع اللقب ، والله أعلم .
وتنقل لاجين هذا في خدمة السلطان الملك المنصور ، من وظيفة الأوشاقية إلى السلاح دارية . ولما قبض عليه السلطان الملك الأشرف ، بعد عزله من نيابة الشام ،

الصفحة 197