كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 199 """"""
ذكر أخبار الملك العادل وما اعتمده بدمشق وما كان من أمره إلى أن انتقل إلى صرخد
لما فارق الملك العادل الدهليز والأمراء ، توجه إلى دمشق . وقدم قبله أحد مماليكه ليعلم مملوكه الأمير سيف الدين أغرلوا نائب السلطنة بدمشق ما تجدد ، ويخبره بوصول السلطان . فوصل أمير شكار في بكرة نهار الأربعاء ، سلخ المحرم . فجمع نائب السلطنة بدمشق الأمراء ، وركب جماعة من العسكر ، وأمرهم بالوقوف خارج باب النصر .
ثم وصل الملك العادل إلى دمشق ، في وقت العصر من اليوم المذكور ، ومعه أربعة أو خمسة من مماليكه . ودخل إلى القلعة ، واستقر بها ، وحضر إلى خدمته الأمراء ، وخلع على جماعة . وأمر بإيقاع الحوطة على حواصل الأمير حسام الدين لاجين ونوابه . ثم وصل الأمير زين الدين غلبك العدلي في يوم الخميس ، مستهل صفر ، بجماعة يسيرة من المماليك العادلية . وجلس شهاب الدين الحنفي وزير الملك العادل في الوزارة بالقلعة . ورتب أحوال السلطنة . وأمّر العادل جماعة من دمشق ، ووضع بعض المكوس ، وقرئ بذلك توقيع في يوم الجمعة سادس عشر صفر .
وفي يوم السبت رابع عشرين الشهر ، وصل الأمير سيف الدين كجكن وجماعة من الأمراء ، كانوا معه بالرحبة مجردين ، فلم يدخلوا دمشق ، وتوجهوا إلى جهة ميدان

الصفحة 199