كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 20 """"""
فرتب الأمير حسام الدين ، عز الدين أيبك الموصلي المنصوري ، في نيابة السلطنة بالشوبك منذ استعيدت من الملك السعيد . ورحل الأمير حسام الدين طرنطاي ، وولدا الملك الظاهر صحبته ، فلما وصلوا إلى الديار المصرية ، وقربوا من قلعة الجبل ، ركب السلطان ، وتلقاهما وأقبل عليهما ، وطلعا إلى القلعة ، وذلك يوم الثلاثاء ثاني عشر ربيع الأول . وأمّر كلاً منهما إمرة مائة فارس . واستمرا يركبان معه في الموكب والميدان ، ونزلهما منزلة أولاده . ثم بلغه عنهما ما تنكر له ، فقبض عليهما واعتقلهما ، وبقيا في الاعتقال في أيام السلطان الملك الأشرف ، فسيرهما إلى القسطنطينية .
هذا ما كان من أخبار هؤلاء المناوئين في الملك ، فلنذكر الفتوحات والغزوات ، ونوردها في الترتيب ، على حكم السنين ، إن شاء الله تعالى .
ذكر الفتوحات والغزوات التي شهدها السلطان بنفسه ، والتي ندب إليها عساكره المؤيدة
ذكر عبور التتار إلى الشام
والمصاف الذي وقع بينهم وبين العساكر المنصورة بحمص وانهزام التتار قال المؤرخ : وفي سنة ثمانين وستمائة ، وردت الأخبار بدخول منكوتمر ، إلى بلاد الروم ، بعساكر المغل ، وأنه نزل بين قيسارية وابلستين ، فتوجه كشافة من عين تاب ، فوقعوا بفرقة من التتار بالقرب من صحراء هوتي ، الذي كسر الملك

الصفحة 20