كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 201 """"""
الأعسر ، قد حضر من جهة السلطان الملك المنصور إلى ظاهر دمشق ، في ليلة الأحد رابع صفر . وأرسل إلى الأمراء كتباً كانت معه ، وحلف جماعة منهم . وتوجه إلى قارا في ليلته ، وكان بها جماعة من الأمراء المجردين ، فاجتمع بهم ، وقرر الأمر معهم ، وكتب إلى السلطان بذلك . ثم رجع وأقام بلد بجماعته ، حفظاً للبلاد بتلك الجهة . فلما بلغه استقرار الأمور بدمشق ، توجه إليها ، ودخلها في يوم الخميس ، سابع عشرين صفر . فتلقاه الناس ، واشتعلت الشموع لمقدمه نهاراً ، وحضر الأكابر والأعيان إلى خدمته . ونودي بدمشق ، من له مظلمة ، فليحضر إلى دار الأمير شمس الدين سنقر الأعسر .
ثم وصل الأمير حسام الدين أستاذ الدار إلى دمشق ، بجماعة من العسكر . وجمع الأمراء بدار السعادة ، بحضور القضاة . وقرئ فيهم عليهم كتاب السلطان ، يتضمن استقراره في الملك ، وجلوسه على تخت السلطنة ، بقلعة الجبل ، واجتماع الكلمة عليه ، وركوبه بالخلع الخليفية ، والتقليد من أمير المؤمنين ، الحاكم بأمر الله ، أبي العباس أحمد .
ثم وصل الأمير سيف الدين جاغان الحسامي ، من الأبواب السلطانية ، في عشية يوم الإثنين ، حادي عشر شهر ربيع الأول . ودخل في كبرة نهار الثلاثاء ، إلى قلعة دمشق ، هو والأمير حسام الدين أستاذ الدار ، والأمير سيف الدين كجكن ، وقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة ، واجمتعوا بالملك العادل . فحلف للسلطان الملك المنصور يميناً مستوفاة مغلظة ، أنه في طاعة السلطان الملك المنصور وموافقته ، وإخلاص النية له ، وأنه رضي بالمكان الذي عينه له ، وهو قلعة صرخد ، وأنه لا يكاتب ولا يستفسد أحداً ، إلى غير ذلك ، مما اشترط عليه . ثم وصل الأمير سيف الدين قبجاق المنصوري ، نائب السلطنة بالشام ، إلى دمشق في يوم السبت سادس عشر شهر ربيع الأول ، ونزل بدار السعادة ، على عادة النواب .

الصفحة 201