كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 202 """"""
وخرج الملك العادل من قلعة دمشق ، وتوجه إلى صرخد ، في ليلة الثلاثاء تاسع عشر شهر ربيع الأول . وتوجه معه مماليكه ، وجرد معه جماعة من العسكر الشامي ، إلى أن وصل إلى قلعة صرخد .
فكانت مدة سلطنة الملك العادل ، منذ جلس على تخت السلطنة ، بقلعة الجبل ، في يوم الأربعاء حادي عشر المحرم سنة أربع وتسعين وستمائة ، والى أن فارق الدهليز بمنزلة العوجا ، وتوجه إلى دمشق ، في يوم الإثنين الثامن والعشرين من المحرم ، سنة ست وتسعين وستمائة ، سنتين وسبعة عشر يوماً ، والى أن خلع نفسه من السلطنة بدمشق ، في يوم السبت رابع عشرين صفر ، شهراً واحداً ، وأحد عشر يوماً . ولما وصل الأمير سيف الدين جاغان إلى دمشق ، أحضر على يديه توقيعاً للصاحب تقي الدين توبة ، بوزارة دمشق على عادته ، وتوقيعاً للقاضي أمين الدين بن هلال ، بنظر الخزانة ، عوضاً عن تقي الدين توبة ، وتوقيعاً للشيخ أمين الدين العجمي بنظر الحسبة بدمشق . فباشر كل منهم ما فوض إليه . ثم خلع على الأمراء والمقدمين ، والقضاة ، وأعيان الدولة بدمشق ، في يوم الإثنين ثاني شهر ربيع الآخر . فيقال إن عدة التشاريف التي فرقت ستمائة تشريف .
ذكر الإفراج عن جماعة من الأمراء
وفي هذه السنة ، أفرج السلطان الملك المنصور عن جماعة من الأمراء المعتقلين ، وهم الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير ، والأمير سيف الدين برلغي الأشرفي ، والأمير شمس الدين الركن السلاح دار ، وغيرهم من المماليك السلطانية . وأعطى الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير إمرة بالديار المصرية ، والأمير سيف الدين برلغي إقطاعاً بدمشق ، فتوجه إليها .
وفيها ، أمّر السلطان الملك المنصور جماعة من مماليكه ، وهم الأمير سيف الدين

الصفحة 202