كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 204 """"""
وعلى أولاده الأرزاق الواسعة ، ووصله بالصلات الجزيلة ، وصار يركب معه في الموكب . والتمس الخليفة من السلطان الإذن في الحج ، فأذن له في سنة سبع وتسعين وستمائة ، وجهزه بما يحتاج إليه .
ذكر تفويض القضاء بالديار المصرية والشام لمن يذكر
وفي هذه السنة ، حضر إلى الأبواب السلطانية جماعة من قضاة الضاة والأعيان بدمشق ، منهم قاضي القضاة حسام الدين الحنفي الرومي ، وقاضي القضاة جمال الدين المالكي ، والقاضي إمام الدين القزويني ، والرئيس عز الدين حمزة بن القلانسي وغيرهم . فلما وصلوا ، أكرمهم السلطان ، وأحسن إليهم ، وخلع عليهم . وفوض إلى قاضي القضاة حسام الدين الحنفي قضاء القضاة بالديار المصرية ، وعامله بما لم يعامل به أحداً من الإكرام والتقريب والبر والتشاريف . وأقر ولده القاضي جلال الدين على قضاء الشام . وفوض إلى القاضي إمام الدين القزويني الشافعي ، قضاء القضاة بدمشق على مذهب الإمام الشافعي . وكتب تقليده في رابع جمادى الأولى ، عوضاً عن قاضي القضاة بدر الدين محمد بن جماعة . واستقر بيد القاضي بدر الدين الخطابة بالجامع الأموي بدمشق ، وتدريس المدرسة القيمرية ، وأعيد القاضي جمال الدين الزواوي المالكي إلى دمشق على عادته ، وخلع عليهما ، فكان وصولهما إلى دمشق في ثامن شهر رجب . وجلس القاضي إمام الدين للحكم بالمدرسة العادلية ، وامتدحه الشعراء . فكان ممن امتدحه الشيخ كمال الدين بن الزملكاني بقصيدته التي أولها :
تبدّلت الأيام من عسرها يسرا . . . فأضحت ثغور الشام تفتر بالبشرى وأما الرئيس عز الدين حمزة بن القلانسي ، فإنه تأخر بالديار المصرية مدة ، ثم عاد إلى دمشق ، فوصلها في الخامس والعشرين من شهر رمضان . وقد خلع عليه خلع الوزراء ، تشريفاً كاملاً بطرحة ومنديل هنكري مزركش ، وخلع على ولديه . واستعاد له من ورثة السلطان الملك المنصور ، ما كان قد صودر به ، وأُخذ منه في الأيام المنصورية . وأثبت ذلك في وجه وكيل الورثة المنصورية ، وتعوض عنها أملاكاً ، من الأملاك المنصورية . فذكر أن قيمتها أضعاف ما أخذ منه ، منها حصة بقرية الرمثا وغير ذلك .

الصفحة 204