كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 205 """"""
وفيها ، ولي الأمير سيف الدين جاغان الحسامي شد الشام ، وباشر ذلك في يوم الإثنين العشرين من شهر رجب ، عوضاً عن الأمير فتح الدين بن صبره .
ذكر تفويض الوزارة بالديار المصرية للأمير شمس الدين سنقر الأعسر
وفي هذه السنة ، تقدم أمر السلطان بطلب الأمير شمس الدين سنقر الأعسر المنصوري ، من دمشق ، على خيل البريد . فركب منها في سابع عشر جمادى الآخرة . ووصل إلى الأبواب السلطانية في الشهر المذكور ، فأكرمه السلطان وأحسن إليه ، وشرّفه وأمّره بالديار المصرية . ثم فوض إليه الوزارة ، وتدبير الدولة ، بالديار المصرية والممالك الشامية .
وكان جلوسه في دست الوزارة ، في السادس والعشرين من شهر رجب . وعزل الصاحب فخر الدين بن الخليلي ، وسلّم إليه ، ليستخرج منه مالاً . واستمر في الوزارة إلى يوم السبت ثالث عشرين ذي الحجة ، فقبض عليه لأمور أنكرها السلطان ، وظهرت له منه .
ذكر القبض على الأمير شمس الدين قراسنقر المنصوري نائب السلطنة وتفويض نيابة السلطنة للأمير سيف الدين منكوتمر
وفي هذه السنة ، في يوم الثلاثاء منتصف ذي القعدة ، قبض السلطان على نائبه وخوشداشه ، الأمير شمس الدين قراسنقر المنصوري واعتقله . وأمر بإيقاع الحوطة على موجوده وحواصله ، بالديار المصرية والبلاد الشامية . وفوّض السلطان ، بعد القبض عليه ، نيابة السلطنة بمقر ملكه ، لمملوكه الأمير سيف الدين منكوتمر الحسامي .
وفي هذه السنة ، بعد القبض على الأمير شمس الدين قراسنقر المنصوري ، ركب السلطان الملك المنصور إلى الميدان ، للعب بالكرة ، فتقنطر به فرسه ، فسقط إلى الأرض ، وانكسر أحد جانبي يديه وبعض أضلاعه . ووجد شدة عظيمة لذلك . واحتاج المجبرون إلى كسر عظم الجانب الآخر من يده ، لأجل صحة الجبر ، فإنه لا يجبر أحد

الصفحة 205