كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 207 """"""
وفيها ، كانت وفاة الصاحب محيي الدين أبي عبد الله محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن النحاس الأسدي . وكانت وفاته ببستانه بالمزة ، في سلخ ذي الحجة ودفن في مستهل المحرم . ولي الوزارة بالشام مراراً . ولما توفي ، كان مدرساً بالمدرسة الريحانية والظاهرية وناظر الخزانة ، رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة سبع وتسعين وستمائة [ 697 ه 1297 - 1298 م ]
ذكر وصول الملك المسعود نجم الدين خضر ومن معه من القسطنطينية إلى الديار المصرية
كان السلطان قد كتب إلى الأشكري ، صاحب القسطنطينية ، في سنة ست وتسعين وستمائة ، إذ تُجهّزوا أولاد الملك الظاهر إلى الديار المصرية مكرمين ، هم ومن معهم . فجهز إليه الملك المسعود نجم الدين خضر ووالدته . وأحضر الملك العادل سلامش في تابوت مصبراً . وكان قد مات بالقسطنطينية . وكان وصولهم في هذه السنة ، فأكرمهم السلطان ، وأحسن إليهم . وكان قد تزوج إحدى بنات الملك الظاهر ، فلذلك كتب بإحضارهم ، ودفن الملك العادل بدر الدين سلامش . ثم استأذن الملك المسعود السلطان في الحج ، فأذن له ، فحج في هذه السنة . وجهزه السلطان بما يحتاج إليه . ولما عاد ، سكن القاهرة المعزية .
وفي هذه السنة ، كتب تقليد الأمير سيف الدين قبجاق المنصوري ، بنيابة السلطنة الشريفة بالشام المحروس ، وجهز إليه إلى دمشق ، فوصل إليه في يوم الأربعاء مستهل شهر ربيع الأول ، يزينه التشريف السلطان والسيف والحياصة والفرس . ويقال إنه تولى نيابة دمشق في هذه المدة الماضية بغير تقليد ، فوصل إليه الآن ، فجدد الحلف للسلطان بحضور القضاة والأمراء . وركب بكرة نهار الخميس ، وعليه التشريف ، وقبّل عتبة باب السر بقلعة دمشق على العادة .

الصفحة 207