كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 21 """"""
الظاهر التتار عليها . فظفروا منهم بإنسان يسمى حلتار بهادر أمير آخور أبغا ابن هولاكو ، كان قد توجه لكشف المروج ، فأمسكوه وأحضروه إلى السلطان إلى دمشق . فوانسه السلطان ، وسأله عن الأخبار ، فذكر أنهم في عدد كثير يزيدون على ثمانين ألف فارس من المغل ، وعزمهم أنهم يقصدون البلاد ، قولاً جازماً ، ويركبون من منزلتهم أول شهر رجب .
ثم ورد الخبر في جمادى الآخرة ، أنهم ركبوا من منزلتهم ، وأنهم يسيرون برفق ، وأن فرقة منهم توجهت صحبة أبغا إلى الرحبة ، ومعه صاحب ماردين ، فسير السلطان كشافة إلى الرحبة ، صحبة بجكا العلائي . وركب السلطان من دمشق ، ووصل العدو المخذول إلى صوب حارم . وراسل السلطان الأمير شمس الدين سنقر الأشقر عدة مراسلات ، إلى أن تقرر أنه ينزل من صهيون بمن معه للغزاة ، بشرط أن يعود إليها ، إذا انقضى المصاف . فنزل ووافى السلطان على حمص ، هو ومن كان عنده من الأمراء ، وهم ايتمش السعدي ، وازدمر الحاج ، وسنجر الداواداري ، وبجق البغدادي ، وكراي ، وشمس الدين الطنطاش وابنه ، ومن معهم من الظاهرية . ففرح المسلمون بحضورهم ، وكان ذلك قبل المصاف بيومين .
ثم ورد الخبر أن منكوتمر على حماه بعساكر التتار ، في ثمانين ألف ، منهم خمسون ألف من المغل ، وبقيتهم مرتدة وكرج وروم وأرمن وفرنج ، وأنه نفر إليهم مملوك من مماليك الأمير ركن الدين بيبرس العجمي الصالحي الجالق ، ودلّهم على عورات المسلمين وأخبرهم بعددهم .