كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 213 """"""
وكان وصولهم إلى دمشق في يوم الخميس ، خامس جمادى الآخرة ، وتوجهوا منها في ثامن الشهر . وجرّد معهم من عسكر دمشق ، الأمير ركن الدين بيبرس العجمي الجالق ، والأمير سيف الدين كجكن ، والأمير بهاء الدين قرا أرسلان المنصوري ومضافيهم . وجرد العسكر الصفدي ، ومقدمه الأمير علم الدين أيدغدي الإلْدِكزي . وجرد جماعة من العسكر الطرابلسي ، والملك المظفر صاحب حماه بعسكرها .
ولما اتصل خبر تجريد العسكر بصاحب سيس ، جهز رسله إلى الأبواب السلطانية ، يستعطف السلطان ، ويسأله مراحمه ، فلم تجدِ رسالته نفعاً . ووصلت هذه العساكر إلى حلب . وأردف السلطان هذه العساكر بالأمير علم الدين سنجر الدواداري ، أحد مقدمي العساكر بالديار المصرية ، ومضى فيه ، فخرج مسرعاً ، وأدرك الجيش بحلب . وجرد من العسكر الحلبي الأمير علم الدين المعروف بالزغلي والأمير علم الدين سنجر الحلبي ، ومضافيهما . وتوجهت هذه الجيوش بجملتها إلى بلاد سيس . فلما نزلوا بالعمق ، افترقت العساكر فرقتين . فتوجه الأمير بدر الدين بكتاش ، أمير سلاح ، والأمير حسام الدين أستاذ الدار ، والأمير ركن الدين الجالق ، والأمير بهاء الدين قرا أرسلان ، والعسكر الصفدي من عقبة بغراس إلى باب اسكندرونة ، ونازلوا تل حمدون . وتوجه الملك المظفر صاحب حماه ، والأمير علم الدين سنجر الدواداري ، والأمير شمس الدين آقسنقر كرتاي ، وبقية الجيش من عقبة المريت . وصار نهر جهان بين الفريقين وكان دخولهم إلى دربند سيس ، في يوم الخميس ، رابع شهر رجب . ولما صاروا ببلاد سيس ، اختلف الأمير بدر الدين أمير سلاح ، والأمير علم الدين الدواداري بالإغارة والاقتصار عليها . وقال أنا المقدم على هذه الجيوش كلها ، وأنا آخركم عهداً بالسلطان ، وإنما رسم السلطان بالإغارة . فاضطر أمير سلاح ومن معه ، لموافقة الدواداري ، وقطعوا جهات من مخاضة العمودين ، وتوجهوا للإغارة . فتوجه صاحب حماه والدواداري ، ومن معهما إلى سيس نفسها . وتوجه أمير سلاح ومن معه إلى ناورزه ، وأقاموا عليها يوماً وليلة . ورحلوا إلى أذنة ، واجتمعت الطائفعتان بها ، بعد أن قتلوا من ظفروا به من الأرمن ، واستاقوا ما مروا به من الأبقار والجواميس . وعادوا من أذنة إلى المصيصة بعد الإغارة ،

الصفحة 213