كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 217 """"""
ووصوله إلى القاهرة ، في منتصف شهر ربيع الآخر ، سنة ثمان وتسعين وستمائة ، بعد مقتل السلطان بثلاثة أيام على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
حادثة غريبة ظهر فيها آية من آيات الله عز وجل وفي سنة سبع وتسعين وستمائة ، في العشر الأول ، من جمادى الأولى ، ورد على السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين ، مطالعة مضمونها : أن شخصاً بقرية جينين ، من الساحل الشامي ، كانت له زوجة ، فتوفيت إلى رحمة الله تعالى . فحملت بعد تغسيلها وتكفينها ودفنت . فلما عاد زوجها من المقبرة ، تذكر أن منديله وقع في القبر ، وفيه جملة من الدراهم . فأتى إلى فقيه القرية ، فاستفتاه في نفش القبر . فقال له في ذلك يجوز نبشه وأخذ المال منه . ثم تداخل الفقيه المفتي في ذلك شيء في نفسه . فقام وحضر معه إلى القبر ، فنبش الزوج القبر ليأخذ المال ، والفقيه على جانب القبر . فوجد الزوج زوجته مقعدة مكتوفة بشعرها ، ورجليها متكوفتين بشعرها ، فحاول حل كتافها ، فلم ينحل له ذلك ، فأمعن في ذلك ، فخسف به وبزوجته . ولم يوجد أو لم يعلم للخسف منتهى . وأما الفقيه فإنه أقام مغشياً عليه يوماً وليلة أو ليلتين . - نسأل الله أن يسترنا ولا يفضحنا ، وأن لا يؤاخذنا بسوء أفعالنا - ولما وردت المطالعة على السلطان بهذه الحادثة ، عرضها على شيخنا قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العبد وغيره . وكتب يستعلم عن سيرة هذه المرأة والزوج المخسوف بهما ، فما علمت ما وردت عليه من الجواب في ذلك .
ذكر روك الإقطاعات بالديار المصرية وتحويل السنة
وفي سنة سبع وتسعين وستمائة أيضاً ، رسم السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين ، بروك الإقطاعات والمعاملات والنواحي والجهات

الصفحة 217