كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 219 """"""
جملته بالأعمال القوصية ، مرج بني هميم وكفورها ، وسمهود وكفورها ، ودواليبها ومعاصرها ، وحَرَجَة مدينة قوص وأدفو . وهذه النواحي يزيد متحصلها من الغلال خاصة ، على مائة ألف وعشرة آلاف أردب ، خارجاً عن الأموال والقنود والأعسال والتمر والأحطاب وغير ذلك . وفي كل إقليم من الديار المصرية نواحي ومعاصر ، فكان في خاصه سبع وعشرون معصرة ، لاعتصار قصب السكر .
وكان نجاز الروك في ذي الحجة سنة سبع وتسعين وستمائة . واستقبل به سنة ثمان وتسعين الهلالية . وحوّلت السنة الخراجية من سنة ست وتسعين إلى سنة سبع وتسعين . وهذا التحويل جرت به العادة ، بعد انقضاء ثلاث وثلاثين سنة ، تحول سنة ، وهو التفاوت فيما بين السنة الشمسية والقمرية . فيجمع من ذلك في طول السنة ، ما ينغمس به سنة . وهو حجة ديوان الجيش في اقتطاع التفاوت الجيشي . وقيل إن قوله تعالى : " ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً " ، إن التسعة هي هذا التفاوت ، ما بين السنتين ، والله تعالى أعلم . وهذا التحويل لا ينقص بسببه شيء من الأموال البتة ، وإنما هو تحويل بالأقلام خاصة .
ولما نجز هذا الروك ، أقطعت البلاد للأمراء والأجناد دربسته ، لم يستثن منها غير الجوالي والمواريت الحشرية ، فإن ذلك جعل في جملة الخاص السلطاني . واستثنيت الرزق الأحباسية المرصدة لمصالح الجوامع والمساجد ، والربط والزوايا ،

الصفحة 219