كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 220 """"""
والخطباء والفقراء . واستقرت في سائر البلاد على ما يشهد به ديوان الأحباس . وما عدا ذلك من سائر الأموال وغيرها ، دخل في الإقطاع . وفي هذه السنة ، كانت وفاة الأمير عز الدين الجناجي ، نائب السلطنة ومقدم العسكر بغزة . وكان قبل وفاته قد أودع عند بخر الدين الأعزازي التاجر بقيسارية الشرب بدمشق صندوقاً ، ولم يطلع على ذلك إلا خزنداره . وكان الصندوق المودع عنده قبل ذلك وديعه ، عند بعض أصحاب الأمير المذكور ، فأخذ منه ، ثم أودع عند فخر الدين . واتفقت وفاة خزندار الأمير ، وهو الذي اطلع على الوديعة قبل وفاة مخدومه بأيام . ثم مات الأمير ، فلما اتصلت وفاته بفخر الدين الاعزازي ، اجتمع بقاضي القضاة إمام الدين الشافعي بدمشق ، وعرفه خبر الوديعة . فأمره بالتأني في أمرها ؛ حتى تثبت وفاة المذكور ، ويتحقق أمر ورثته ، ففعل ذلك . وفي أثناء ذلك ، طلب الأمير سيف الدين جاغان ؛ شاد الدواوين بالشام ، الوديع الأول وطالبه بما عنده من الوديعة . فادعى أن الجناجي استعاد ذلك منه ، فلم يصدقه ، وقصد ضربه وعقوبته ، بسبب ذلك . فأتاه فخر الدين المذكور واعترف أن الوديعة عنده ، وأحضر الصندوق إلى الديوان السلطاني . وفُتح واعتبر ما فيه ، فكان فيه من الذهب اثنان وثلاثون ألف دينار ، ومائتا دينار ، وأربعة وثلاثون ديناراً ، وحوائص ذهب ، وطرز زركش بتتمة خمسين ألف دينار ، هكذا نقل إليّ ثقة .
وفيها ، توفي الأمير سيف الدين بلبان الفاخري ، أمير نقباء العساكر المنصورة بالأبواب السلطانية ، وكانت وفاته في رابع عشر ربيع الآخر . وأعطي إقطاعه سيف الدين بكتمر الحسامي الطرنطاي أمير آخور . وكان السلطان ، قبل ذلك أمّره بعشرة طواشية ، فنقله الآن إلى إمرة الطبلخاناة . ثم تنقّل بعد ذلك في المناصب والنيابات عن السلطنة والوزارة وغير ذلك ، على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى في مواضعه .
وفيها ، في يوم الإثنين حادي عشر جمادى الأولى ، كانت وفاة الأمير سعد الدين كوجا الناصري . وكان يتولى نيابة دار العدل ، وتولى ثغر الاسكندرية وكان بيده إمرة عشرة طواشية .

الصفحة 220