كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 221 """"""
وفيها ، توفيت الخاتون الجليلة الكبرى ، نسب خاتون ، ابنة الملك الجواد مظفر الدين يونس بن شمس الدين مودود ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر أيوب ، في العشر الأوسط في شهر ربيع الأول . ودفنت عند والدها بقاسيون ، رحمهما الله تعالى .
واستهلت ثمان وتسعين وستمائة [ 698 ه 1298 / 1299 م ]
في هذه السنة ، في أولها جهز السلطان الأمير جمال الدين أقش الأفرم ، والأمير سيف الدين حمدان بن صلغاي إلى الشام ، وأمرهما أن يتوجها إلى دمشق ، ويخرجا نائب السلطنة الأمير سيف الدين قبجاق وبقية العسكر إلى البلاد الحلبية . فوصلا إلى دمشق على خيل البريد ، في يوم الأربعاء سابع المحرم . فتجهز الأمير سيف الدين قبجاق نائب السلطنة ، وخرج بسائر عساكر دمشق حتى بحرية القلعة ، وجماعة الأمير علم الدين سنجر أرجواش نائب القلعة ، وتأخر بدمشق الأمير سيف الدين جاغان . وكان خروج نائب السلطنة من دمشق ، في عشية الأربعاء ، رابع عشر المحرم ، وبات بالميدان الأخضر . وركب في بكرة النهار ؛ وتوجه بالعساكر إلى جهة حمص . وكان سبب هذه الحركة ظاهراً ، أن السلطان بلغه أن التتار قد عزموا على الدخول إلى البلاد الإسلامية بالشام . وعلم الأمير سيف الدين قبجاق ، أن الأمر ليس كذلك . فإن القصاد قبل ذلك بيسير ، حضروا إليه من بلاد الشرق ، وأعلموه أن التتار كانوا قد تجهزوا وعزموا على الحضور إلى الشام . فلما كانوا بأثناء الطريق ، وقعت عليهم صواعق كثيرة ، وأهلكت منهم خلقاً كثيراً ، فتفرقوا في مشاتيهم ، ولم يرد خلاف ذلك . والقصاد لا تصل إلى الباب السلطاني بالديار المصرية ، إلا بعد الاجتماع بنائب السلطنة بدمشق ، فاستشعر الأمير سيف الدين قبجاق السوء ، وعلم أن هذه الحركة إنما هي تدبير عليه ، وعلى غيره من الأمراء . فأوجب ذلك توجههم إلى التتار .

الصفحة 221