كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 223 """"""
الدين طقطاي ، والأمير سيف الدين بزلار ، والأمير سيف الدين عزار . ومن يعذر عليه القبض عليه ، يتحيّل في سقيه . فسقي الأمير سيف الدين طقطاي فمات بحلب ، في أول شهر ربيع الأول . واتصل الخبر ببقية الأمراء ، فاحتاطوا لأنفسهم ، واحترزوا في مأكلهم ومشربهم وملبسهم . وأعمل الأمير سيف الدين الطباخي الحيلة في القبض عليهم ، وذلك بعد خروجهم من سيس . فجهز سماطاً ، واحتفل به ، وتحدث مع الأمراء أن يتوجهوا معه ، ويحضروا السماط ، فامتنعوا من ذلك ، واعتذروا له ، وتوجهوا إلى خيامهم . فلم تجمع هذه المكيدة . وكان السلطان قد كتب إلى الأمير سيف الدين بكتمر السلاح دار ، أن يجهز طُلبه وأثقاله إلى المملكة الطرابلسية ، ويكون نائباً عن السلطنة بها ، وذلك بعد وفاة الأمير عز الدين أيبك الموصلي . وأن يحضر هو بنفسه إلى الأبواب السلطانية ، على خيل البريد ، ليوصيه السلطان مشافهة . فأظهر البشر لذلك ، وعلم أنه خديعة .
ولما كان في مساء النهار ، الذي عمل الطباخي فيه السماط ، اجتمع الأمير سيف الدين الطباخي النائب بحلب ، والأمير سيف الدين كجكن ، والأمير علاء الدين ايدغدي شقير ، وأرسلوا إلى الأمير بكتمر السلاح دار والبكي ومن معهما ، يطلبونهم للحضور لمشورة . وأن سبب هذا الاجتماع ، أن بطاقة وردت في البيرة في أواخر النهار ، تتضمن أن التتار أغاروا على ما حول البيرة ، فأجابوا بالامتثال ، وأنهم يحضرون إلى الخدمة في إثره . فعاد ، وركبوا في الوقت على حميّه .
فأما بزلار فإنه ساق هو وخمسة نفر ، وعبر الفرات إلى رأس العين وانتهى إلى سنجار فتوفي بها . وأما الأمير سيف الدين بكتمر السلاح دار ، والأمير فارس الدين البكي ، والأمير سيف الدين عزار ، فإنهم توجهوا إلى حمص ، واجتمعوا بالأمير سيف الدين قبجاق ، وأطلعوه على جلية الحال ، وحلفوه لأنفسهم ، وحلفوا له . وكتب إلى السلطان يعلمه بما وقع من الاختلاف ، وبوصول الأمراء إليه ، ويسأل لهم الأمان وأن يطيب السلطان خواطرهم . وسيّر بذلك الأمير سيف الدين بلغاق ابن الأمير سيف الدين كونجك الخوارزمي على خيل البريد . فوصل إلى دمشق ، في يوم السبت خامس شهر ربيع الآخر ، وتوجه منها إلى باب السلطان .
وكتب الأمير سيف الدين قبجاق إلى الأمير سيف الدين جاغان ، وهو بدمشق ، يطلب منه أن يرسل إليهم مالاً وخلعاً من الخزانة ، لينفق المال على الأمراء ، ويخلع عليهم ، ويطيب خواطرهم . فلم يجب إلى ذلك . وكتب إليه يلومه على إغفاله أمر

الصفحة 223