كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 225 """"""
إليهم كتاب الملك قازان إليه ، وهو في بالشت ذهب . فعند ذلك خضعوا له ، ومكنوه مما أراد ، من الدخول بالطُلب . وتوجهوا كذلك ، ودخلوا إلى الموصل بطُلبين ، والتقاهم أهل البلد . وتوجهوا من الموصل ، وانتهوا إلى بغداد . فخرج إليهم عسكر المغل والخواتين والتقوهم . ثم توجهوا إلى قازان ، وهو يومئذ بأرض السيب من أعمال واسط . فأكرمهم وأحسن إليهم ، وأوجب ذلك وصول قازان بجيوشه إلى الشام على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر مقتل الملك المنصور حسام الدين لاجين المنصوري ونائبه منكوتمر
كان مقتلهما في ليلة يسفر صباحها عن يوم الجمعة ، الحادي عشر من شهر ربيع الآخر ، سنة ثمان وتسعين وستمائة . وسبب ذلك ، أن السلطان كان قد فوض الأمور إلى مملوكه نائبه الأمير سيف الدين منكوتمر ، وقصد التخلي والراحة والدعة ، وعزم على أنه إذا خلي وجهه من الأمراء ، وقبض على من يخشى غائلته منهم ، فوّض إليه أمر السلطنة ، واحتجب هو ، على قاعدة الخلفاء . وإنما كان يمنعه من ذلك ، وجود أكابر الأمراء ، الذين لا يوافقونه على الرأي هذا . فلما قبض على من ذكرنا من أكابر الأمراء ، وأبعد من بقي منهم بالتجريد إلى جهة الشام ، استخف حينئذ منكوتمر ، بمن بقي منهم ، واستبد بالأمر . وآخر ذلك ، أن السلطان رسم له أنه إذا كُتب مرسوم سلطاني بإنعام أو غيره ، بغير إشارته ، يقطعه بعد العلامة السلطانية . فثقلت وطأته على الناس ، وأنفت نفوس الأمراء من ذلك ، وكرهوا بقاء الدولة ، وأحبوا زوالها بسببه ، مع إحسان السلطان إلى كثير منهم . وكان الأمير سيف الدين كرجي ، أحد الأمراء المماليك السلطانية ، قد

الصفحة 225