كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 230 """"""
يكون الأمير سيف الدين طقجي الأشرفي نائب السلطنة ، وانفصل الحال على ذلك .
ثم سمت بالأمير سيف الدين طقجي نفسه ، إلى طلب السلطنة لنفسه ، وتقرير النيابة لكرجي . وتأخر الإرسال إلى السلطان الملك الناصر . وركب الأمير سيف الدين طقجي في يوم السبت حادي عشر ، شهر ربيع الآخر ، في موكب النيابة ، والأمراء في خدمته . وعاد إلى القلعة ، وجلس . ومدّ السلطان السماط ، وقد تفوه الناس له بالسلطنة ، ولكرجي بالنيابة .
حكى تاج الدين عبد الرحمن الطويل ، مستوفي الدولة ، قال : طلبني الأمير سيف الدين طقجي ، وسألني عن إقطاع نيابة السلطنة ، فذكرت له بلاده وعبرها ومتحصلاتها ، وما انعقدت عليه جملة ذلك ، فاستكثره ، وقال هذا كثير ، وأنا لا أعطيه لنائب . ورسم أن يوفّر منه جملة ، تستقر في الخاص . ولم يبرز المرسوم بذلك . ثم خرجت من عنده ، فطلبني كرجي ، وسألني عن إقطاع النيابة ، كما سألني طقجي ، فأخبرته بذلك . فاستقلّه ، وقال أنا ما يكفيني هذا ، ولا أرضى به . وشرع يسأل عن بلاد يطلبها زيادة على إقطاع منكوتمر .
قال : فعجبت من ذلك ، كونهما جعلا فكرتهما وحديثهما في هذا الأمر ، قبل وقوع سلطنة هذا ، ونيابة هذا .
ذكر مقتل سيف الدين طقجي وسيف الدين كرجي
كان مقتلهما في يوم الإثنين ، رابع عشر شهر ربيع الآخر ، من السنة المذكورة . وذلك أن الأمير بدر الدين بكتاش الفخري ، أمير سلاح ، وصل من غزاة سيس ، في هذا

الصفحة 230