كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 232 """"""
وصل السلطان الملك الناصر من الكرك . وكانت الكتب تصدر ، وعليها خط ستة من الأمراء وهم : الأمير سيف الدين سلار ، والأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير ، والأمير عز الدين أيبك الخزندار ، والأمير جمال الدين آفش الأفرم ، والأمير سيف الدين بكتمر أمير جاندار ، والأمير سيف الدين كرد الحاجب . وصدرت الكتب في بعض الأوقات ، وعليها خط ثمانية ، خط هؤلاء الستة والأمير حسام الدين لاجين أستاذ الدار ، والأمير بدر الدين عبد الله السلاح دار .
وجلس الأمير عز الدين أيبك الخزندار ، في ابتداء الأمر في مرتبة النيابة . فإن الأمراء دعوا له حق التقدمة في خدمة البيت المنصوري . وكان له رأي فاسد في مملوك ، كان عند الأمير سيف الدين طقجي ، اسمه تستاي ، فطلبه وهو في المجلس بالدركاه ، بباب القلعة ، وألح في طلبه فأحضر إليه . فلما رآه ، لم يتمالك رؤيته ، أن لفّ شعره على يده ، وقام من الدركاه ، وخدم الأمراء ، وتوجه بالصبي إلى داره . وكان غرضه من المناصب والتقدم في الدولة ، تحصيل هذا المملوك ، فاشتغل به عما سواه ، وفارق المجلس ، وقد ظفر بما تمناه . فعلم الأمراء عند ذلك ، سوء تدبيره ، وقلة دينه ، وأنه لا يعتمد عليه في شيء ، ولا يصلح للتقدم ، وأنه لم يكن فيه من الصبر ، عن غرضه الفاسد ، التأني بعض ساعة ، حتى ينقضي ذلك المجلس ، ويتفرق ذلك الجمع الكثير ، وشاهدوا فعله بحضرتهم ، وعدم تحاشيه منهم . فتقدم الأمير سيف الدين سلار عند ذلك وصار يجلس في مرتبة النيابة ، إلى أن حضر السلطان الناصر من الكرك .
هذا ملخص ما كان بالديار المصرية .
وأما دمشق وما اتفق بها ، بعد توجه الأمير سيف قبجاق ، نائب السلطنة بها ، منها :
فإن الأمير سيف الدين بلغاق الخوارزمي ، لما توجه إلى الديار المصرية ، من جهة

الصفحة 232