كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 233 """"""
الأمير سيف الدين قبجاق - كما قدمنا ذكر ذلك - وصل إلى القاهرة ، في يوم السبت ثاني عشر ، شهر ربيع الآخر ، بعد مقتل الملك المنصور لاجين ، فاجتمع بالأمير سيف الدين طقجي ، وهو صاحب الأمر يومئذ ، وأوصله ما كان على يده من المطالعات من جهة الأمير سيف الدين قبجاق ، فقرئت عليه . وقال نكتب بإطابة قلبه ، وقلوب الأمراء . ثم كان من قتل طقجي ما قدمناه . فكتب الأمراء الثمانية على يده إلى الأمراء بدمشق ، بما وقع من قتل السلطان ونائبه منكوتمر ، وطقجي وكرجي . وأن الحال قد استقر على عود الدولة الناصرية ، وإطابة قلوب الأمراء . فوصل إلى دمشق في يوم السبت ، تاسع عشر الشهر ، وكان المتحدث بها يومئذ الأمير سيف الدين جاغان الحسامي . فقبض الأمير بهاء الدين قرا أرسلان المنصوري السيفي على جاغان وحسام الدين لاجين الحسامي ، وكان قد ولي بر دمشق ، في أوائل سنة ثمان وتسعين وستمائة ، واعتقلهما بقلعة دمشق . وأوقع الحوطة على نواب الأمراء الأربعة المقتولين ، وحواصلهم بدمشق . وجمع الأمراء بدمشق ، وحلّفهم للسلطان الملك الناصر ، وتحدث بدمشق حديث نواب السلطنة . ولم تطل مدته ، فإنه مات في ثاني جمادى الأولى ، فيقال إنه سقي .
ثم وردت كتب الأمراء ، مدبري الدولة بالديار المصرية إلى دمشق ، في يوم السبت ، رابع جمادى الأولى ، وهي مؤرخة بالسادس والعشرين من شهر ربيع الآخر ، أن يستقر الأمير سيف الدين قطلبك المنصوري السيفي ، في وظيفة الشد بالشام ، عوضاً عن جاغان . فباشر في يوم الإثنين بعد العصر ، وكان الملك المنصور لاجين قد جهزه إلى حلب ، يتحدث في الأموال والحصون ، ويشارك الأمير سيف الدين الطباخي في الأمر ، فوصل إلى دمشق ، ونزل بالقصر الأبلق . واتفق قتل السلطان وهو بدمشق ، فلم يمكنه التوجه إلى حلب وأقام بالميدان . فلما ورد هذا الكتاب ، انتقل من القصر ، وسكن دار الأمير شمس الدين سنقر الأعسر ، وتحدث في الأموال وغيرها . وبقي هو المشار إليه ، إلى أن وصل إلى نائب السلطنة بدمشق .

الصفحة 233