كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 234 """"""
ذكر عود السلطان الملك الناصر ناصر الدين محمد ابن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون إلى السلطنة ثانياً
قد ذكرنا أن الأمراء أرسلوا إلى خدمة السلطان الأميرين سيف الدين آل ملك الجوكندار ، وعلم الدين سنجر الجاولي ، فتوجها إلى السلطان ، فوجداه يتصيد بجهة بحور الكرك . فلما شاهداه ترجلا ، وقبّلا الأرض بين يديه ، وقدّما إليه مطالعات الأمراء ، وأعلماه بهذه الحوادث . فركب من وقته وعاد إلى الكرك ، وتجهز منها ، وركب إلى الديار المصرية .
وكان وصوله إلى قلعة الجبل ، في يوم السبت الرابع من جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وستمائة . وجلس على تخت السلطنة ، في يوم الإثنين سادس الشهر المذكور ، فكأنه المعنيّ بقول القائل :
قد رجع الحق إلى نصابه . . . وأنت من دون الورى أولى به
ما كنت إلا السيف سلته يد . . . ثم أعادته إلى قرابه
وركب في ثاني عشر الشهر بشعار السلطنة . ولما جلس ، استشار الأمراء الأكابر ، فيمن يرتبه في النيابة والوظائف . فوقع الاتفاق على أن يكون الأمير سيف الدين سلار المنصوري الصالحي نائب السلطنة بالأبواب الشريفة ، والأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير أستاذ الدار العالية ، والأمير سيف الدين بكتمر الجوكندار المنصوري أمير

الصفحة 234